الأربعاء 09 يوليو 2025 الموافق 14 محرم 1447

رائدها إبراهيم خطاب: تجربة تغيير "الكرير" من العلاقات العامة للشئون الإدارية

2511
المستقبل اليوم

على مدار السنوات العشر الماضية، نجح قطاع البترول في إحداث تغيير جذري وذكي في كرير ومنهجية توزيع الأدوار والوظائف القيادية داخل شركاته، مستندًا إلى رؤية تعتمد على المرونة في الاستفادة من الكفاءات، بغض النظر عن المسميات التقليدية أو الحدود الوظيفية. ومن أبرز هذه التحولات، التوجه الجريء نحو نقل عدد من قيادات العلاقات العامة إلى مواقع الشئون الإدارية، وهي تجربة أثبتت نجاحًا لافتًا وأنتجت نماذج يُحتذى بها ،قيادات تحولت بنجاح من العلاقات العامة إلى الشئون الإدارية

تجلت هذه السياسة في مجموعة من الأسماء التي سطّرت نجاحات عملية بعد انتقالها من العلاقات العامة إلى الشئون الإدارية، لتقدم دليلاً واضحًا على أن موظف العلاقات العامة يمتلك من المهارات الشخصية والتنظيمية ما يؤهله لإدارة الموارد البشرية والإدارية بكفاءة.

لدينا في القطاع نماذج كثيرة، عل أبرزها:-
•وليد حفني في شركة بتروبل وهو مثال واضح على هذا التحول الإيجابي، حيث نجح في تعزيز الأداء الإداري بروح العلاقات الإنسانية التي تميز بها.
•محمد ثابت الذي خاض تجارب متنوعة في شركات مختلفة بدءاً من بتروجاس ومروراً بخالدة وعجيبة ، لتأتي بعد ذلك مرحلة نجاحه في إدارة الشؤون الإدارية بكفاءة في إنبي وقبلها بتروشهد، وترك بصمة إدارية واضحة في شركاته المختلفة.
•حاتم عبدالواحد رياض، وهو أحد أبرز النماذج التي كرّرت التجربة الإدارية في أكثر من 8 شركات،ومع كل انتقال كانت هناك إضافة نوعية للأداء الإداري، حاتم بدأ حياته في العلاقات العامة بشركة عجيبة للبترول ثم انتقل مسئولاً عن العلاقات العامة بشركة السويس للزيت (سوكو) ، بعد ذلك تم تغيير مسماه الوظيفي ليتولى الإدارية في شركات: بتروسنان ومارينا ونوربيتكو وبرج العرب وغاز سيناء وأخيراً الامل للبترول .
•محمد مصطفى الآن هو مسئول الادارية في شركة عجيبة، قبل ذلك عمل بالعلاقات العامة بشركة صيانكو وإيجاس.
•حسن محمود ، وهو من التجارب التي يراهن عليها الجميع الآن ، فقد تم تغيير كريره الوظيفي من العلاقات العامة الى الشئون الادارية ، ومنذ اكثر من شهر تولى قيادة الادارية بشركة غازتك، ومن قبل عمل بالعلاقات العامة في عدد من الشركات ، كان ابرزهم عجيبة وبتروبل .
•تامر سالم ، عمل في بداية التحاقه بالقطاع مسئولاً عن العلاقات العامة بشركة تنمية ، سرعان ما اصبح مسئولاً عن الادارية في شركة خالدة مودرن جاس ثم دارا وغرب بكر .

جميع هؤلاء وغيرهم قدموا صورة ناجحة عن موظف العلاقات العامة الذي سرعان ما ينجح كإداري متمرس ، فهو لم يقتصر دوره منذ البداية على فحص الاوراق وتطبيق اللوائح ، بل بدأ حياته في كيفية صنع العلاقات مع الناس والانخراط بين كافة طوائف الموظفين والعاملين من صغيرهم لكبيرهم ، وهذا ما يميز موظف العلاقات العامة عندما يتولى الشؤون الادارية في اي مكان ، هو يؤمن انه لم يأتي من برجٍ عالِ ، بل جاء من وسط الناس كي يخدمهم بصلاحيات اكثر واكثر .

وقد يتسآل البعض : لماذا ينجح موظف العلاقات العامة في الإدارة؟

يرجع هذا النجاح إلى مجموعة من الخصائص الجوهرية التي يتمتع بها موظفو العلاقات العامة ومنها:
•القدرة العالية على التواصل الإنساني والتعامل مع الناس بود واحترام.
•الخبرة في الاستماع للمشكلات وتقديم حلول وسطية ترضي كل الأطراف.
•المهارة في تمثيل الجهة التي يعمل بها، والدفاع عن مصالحها بأسلوب دبلوماسي محترف.
•الخلفية تنظيمية تتيح له فهم تعقيدات العمل الإداري والتعامل معها بمرونة.

ومن الملاحظ أن معظم إدارات العلاقات العامة في الشركات تخضع من الناحية الإدارية لهيكل الشئون الإدارية، مما يجعل هذا الانتقال ليس غريبًا من الناحية الإدارية، بل هو تعزيز منطقي لدور الموظف في نفس الإطار ولكن بمسؤوليات أكبر.

وانطلاقًا من هذه النجاحات المتكررة، فإن تعميم التجربة بات أمرًا مُلحًّا، خاصة أن هناك عددًا من الكفاءات في قطاع العلاقات العامة تمتلك من المقومات ما يؤهلها لتولي مناصب إدارية عليا.
ومن أبرز هذه الأسماء:
•المهندس محمد عبدالرحيم في شركة بتروجت، الذي يمتاز بحضور قوي وشخصية إدارية واعية ، وقد عمل لسنوات على تغيير مفهوم العلاقات العامة من كونها قطاع خدمي الى قطاع مجتمعي، وإذا كان هو الآن مسئولاً عن الإدارية بجانب العلاقات العامة ، فإن ذلك ليس ما ننشده ، نحن نريده ان يمارس العمل الإداري بكافة جوانبه  .
•الدكتور طارق علي في شركة مودرن جاس، والمعروف بمرونته وتعامله الراقي مع الجميع، وطارق علي حاصل على 3 دكتوراة في الادارة والاعلام وغيرهم ، عمل سابقاً في شركة عاز مصر ثم ايحاس ، لكن بداية انطلاقه كانت من تاون جاس ، ثم الآن في مودرن جاس ، وطارق على غير من مفهوم العلاقات العامة ، واعتبر هو شخصياً سفيراً جيداً لكل عامل وقائد داخل الشركات التي عمل فيها .
•محمد فاروق في تاون جاس ، وقد كان موظفاً بارزاً في العلاقات العامة بشركة جاسكو ، ثم جاء في تاون جاس مسئولاً عن العلاقات العامة ، لكن دوره تخطى هذا المنصب داخل الشركة ، واصبح مشاركاً في قرارات كثيرة بحكم التصاقه بالناس .

هؤلاء وغيرهم يستحقون إعادة النظر في مسارهم الوظيفي بما يخدم صالح الشركات التي ينتمون لها، وهو ربما ما يعكس إيمان قطاع البترول بأن الإنسان المناسب في المكان المناسب، ليس مجرد شعار، بل سياسة تُترجم على أرض الواقع.

تجربة تحويل عدد من قيادات العلاقات العامة إلى مسئولين للشئون الإدارية، لم تكن مجازفة بقدر ما كانت قراءة ذكية للواقع، وقد كان قائدها السيد إبراهيم خطاب مسئول الإدارية السابق بهيئة البترول والوزارة ، والذي كانت لديه رؤية واضحة وثاقبة تجاه موظف العلاقات العامة ، الذي آمن بقدراته ثم عمل على تغيير كريره لاحقاً ، هذه الرؤية هي الآن تمثل خريطة طريق يجب أن تحتذي بها كل شركة تؤمن بالكفاءات وتتجاوز قيود الوصف الوظيفي التقليدي.

نحن أمام نموذج إداري متطور يتعامل مع الطاقات البشرية بمنطق الاستثمار وليس الجمود.. ولعل هذه التجربة في قطاع البترول تستحق أن تُدرَّس وتُعمَّم داخله وخارجه،،والسلام .
#سقراط




تم نسخ الرابط