الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447

مجرد رأي…تقسيم نيابة الإنتاج أصبح ضرورة

851
المستقبل اليوم

بلا شك، كان حادث خليج السويس المفجع، ومن قبله حوادث متعددة، طعنة غائرة في منظومة العمل البترولي البحري. وإذا كان الإنتاج البحري من الزيت الخام والغاز يمثل أكثر من ٨٠٪ من إنتاج مصر الكلي، وحوالي ٥٠٪ أو يزيد من إنتاج الزيت الخام فقط، فإن هذا يقودنا إلى التفكير بجدية في ضرورة تغيير النظام الحالي لنيابة الإنتاج في هيئة البترول.

والمتابع لهذا الشأن يرى جهودًا تُبذل بالفعل، ولكن هناك أيضًا أوجه قصور كبيرة في مختلف أنشطة هذا المجال الصعب، فالمعروف أن إنتاج الزيت الخام من البحار والخلجان (Offshore) له بروتوكولات وتصميمات وأجهزة ومعدات تختلف تمامًا عن الإنتاج من المناطق البرية.

في البحار، تختلف طريقة التعامل ونوعية الأجهزة، وطرق المعالجة، وأساليب السلامة للأفراد والمعدات، وطرق تشغيلها وصيانتها، والمحافظة عليها من الظروف الجوية الصعبة التي تعمل بها، إنه عالم كبير مليء بالقوانين والتفاصيل، يعرفه المختصون وكل من لديهم خبرة حقيقية في مثل تلك الأعمال، وفي مثل هذه الأحوال، تصبح الأخطاء – حتى وإن كانت بسيطة – كارثية، ونتائجها لا يعلمها إلا الله، كما رأيتم معنا.

لذلك، فإن إنشاء نيابة للإنتاج البحري أصبح ضرورة، بل ضرورة عاجلة، ليكون هناك من هو متخصص ومتابع عن كثب لكل ظروف التشغيل والصيانة وأعمال الحفر والإصلاح، بالشكل الملائم، مع التنسيق بين الشركات والجهات الخارجية المسؤولة عن الأمن والملاحة في المناطق البحرية، ولا نعتقد أننا نبالغ في هذا الاقتراح، فلنا مثال سابق عندما تم فصل نيابة الاتفاقيات عن نيابة الاستكشاف والاتفاقيات، لتصبح كلٌ منهما نيابة مستقلة، لأهمية كل منهما في مجاله وتخصصه، وكذلك فصل نيابة العمليات ، لتصبح في ما بعد نيابتين ، نيابة التوزيع ونيابة التكرير .

الفصل العضوي يعتبر – في بعض الأحيان – أمرًا حتميًا، حتى يكون التركيز واضحًا في كل مجال على حدة.

الحادث الأخير فتح الباب على مصراعيه لأحداث تغيير حقيقي في نظام الإدارة الحالي، وكان جرس إنذار لضرورة التخلي عن المفاهيم والنظم القديمة التي نظل متمسكين بها مهما كانت تبعاتها وحوادثها.

إن نيابة الإنتاج البحري ستكون إضافة مهمة للعمل البترولي، وستمنح الفرصة لنائبين يتابعان الإنتاج البري والبحري بدلًا من نائب واحد لا يستطيع مجابهة هذا النشاط الواسع والإلمام بكل تفاصيله.

الوقت أصبح مواتيًا، خاصة في ظل بدء نشاط استكشافي جديد في مختلف المناطق البحرية، خصوصًا في خليج السويس والبحر الأحمر.

علينا أن نخرج من كل مِحنةٍ بمِنحة، قد تكون مجرد فكرة جديدة تقودنا إلى طريق مختلف، واستشراف لمستقبل أوسع وأفضل.

دعونا نتخلى عن الوقوف في أماكننا، والتمسك بعدم التغيير درءًا للمتاعب أو هروبًا من المسؤولية. دعونا نكون لكم سندًا يقف بجانبكم ويُساندكم، بشرط أن نرى رغبة حقيقية وجادة في التغيير و(المجد لشهداء البترول) والسلام.

#سقراط




تم نسخ الرابط