الثلاثاء 01 يوليو 2025 الموافق 06 محرم 1447

انهيار مشروع عملاق للهيدروجين الأخضر فى أستراليا

331
المستقبل اليوم

قضى انسحاب شركة حكومية على طموحات تطوير مشروع هيدروجين أخضر ضخم في أستراليا، إذ جاءت هذه الخطوة بعد أشهر من انسحاب شركتين يابانيتين كانتا شريكتين في المشروع.

وحسب منصة الطاقة ، فقد قررت شركة ستانويل – وهي أكبر مُولِّد للكهرباء في ولاية كوينزلاند والشريك الرئيسي في مشروع “سي كيو CQ” – التخلّي عن تطوير مشروعات الهيدروجين، مما يدفع المشروع نحو الانهيار، خاصةً مع عدم إعلان باقي الشركات في تحالف التطوير موقفها حتى الآن، بحسب ما نقلته منصة الطاقة المتخصصة.

ويمثّل مشروع “سي كيو” ثاني ضحايا مشاريع الهيدروجين في مدينة غلادستون بولاية كوينزلاند خلال النصف الأول من عام 2025، وذلك بعد أن ألغت شركة “فورتسكيو” مصنعها لأجهزة التحليل الكهربائي.

لم يكن مشروع “سي كيو” مجرد مبادرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بل كان يُخطَّط له ليصبح من أبرز مراكز إنتاج الطاقة النظيفة في كوينزلاند. غير أن المشروع تعرض لانتكاسات متتالية منذ الربع الأخير من عام 2024، نُوجزها فيما يلي:
1. نوفمبر 2024: انسحاب شركة كانساي اليابانية بسبب تجاوز تكاليف الإنتاج التقديرات التي وردت في دراسة الجدوى لعام 2021.
2. فبراير 2025: أعلنت حكومة كوينزلاند رفضها دعم المشروع ماليًا، نظرًا لأن تقديرات التمويل المطلوبة تجاوزت مليار دولار، بينما تركز الولاية جهودها على خفض الاعتماد على محطات الفحم.
3. مارس 2025: انسحاب شركة إيواتاني اليابانية بعد الموقف الرافض من الحكومة للتمويل.
4. يونيو 2025: انسحاب شركة ستانويل، وهي المرفق الحكومي للكهرباء في الولاية، والتي كانت تقود المشروع.

تبقّت في تحالف التطوير شركتا ماروبيني اليابانية وكيبل السنغافورية، إلا أن انسحاب “ستانويل” يُرجَّح أن يكتب الفصل الأخير في عمر المشروع.

وكانت شركة داينو نوبل – المعروفة سابقًا باسم “إنسايتك بيفوت” – قد أبدت اهتمامًا بإنتاج الأمونيا الخضراء ضمن المشروع، لكنها لم تتخذ أي خطوات فعلية للانضمام إلى التحالف.

تفاصيل مشروع “سي كيو”

أكدت شركة “ستانويل” أنها ألغت خطط مشروعات الهيدروجين الخاصة بها في كوينزلاند، بحسب ما أورده موقع رينيو إيكونومي. وأوضحت أن المشروع كان يهدف إلى دعم وتسويق الهيدروجين الأخضر، من خلال شراكات تقنية وتجارية متكاملة.

وكان من المخطط أن يتضمن المشروع بنية تحتية متكاملة، تشمل:
1. منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
2. خط أنابيب لنقل الهيدروجين إلى ميناء غلادستون.
3. منشأة لتحويل الهيدروجين إلى حالته السائلة لتسهيل التصدير.
4. مرافق تحميل في الميناء.
5. منشأة لإنتاج الأمونيا في غلادستون.

وكان من المفترض أن يزوّد المشروع كلاً من سنغافورة واليابان بالإمدادات، مع إنتاج مبدئي يبلغ 200 طن يوميًا باستخدام تحليل كهربائي بقدرة 720 ميغاواط، يعتمد على محطة طاقة شمسية تديرها شركة أكسيونا إنرجيا بقدرة 420 ميغاواط.
وكانت المرحلة الثانية تستهدف رفع الإنتاج إلى 2,880 طنًا يوميًا من الهيدروجين، باستخدام تحليل كهربائي بقدرة 2,800 ميغاواط.

التحديات بعد الانسحاب

تسعى مدينة غلادستون إلى التحول إلى مركز رئيسي للطاقة المتجددة، بما يشمل إنتاج الحديد الأخضر، لكن انسحاب “ستانويل” يشكّل ضربة قاصمة لهذا التوجّه.

وكان مسؤولو المدينة قد عوّلوا في فبراير الماضي على تمويل القطاع الخاص ودعم الحكومة المركزية لإنقاذ المشروع، دون تحقيق نتائج.

وتوالت المطالبات لحكومة كوينزلاند بتعزيز الثقة في مستقبل صناعات الطاقة النظيفة، لتمكين المدينة من جذب استثمارات مستدامة. فيما انتقد مراقبون قرار الحكومة بعدم تمويل المشروع، مؤكدين أن ذلك يهدد خطط التحول الصناعي للمدينة




تم نسخ الرابط