الإثنين 23 يونيو 2025 الموافق 27 ذو الحجة 1446

سفن تغويز الغاز: الحقائق الكاملة بعيداً عن الشائعات

305
المستقبل اليوم

في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، وتفاقم الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، باتت قضية تأمين إمدادات الطاقة في مصر مسألة أمن قومي. وبين من يملك المعلومة ويصمت، ومن يجهل الحقيقة ويطلق الأحكام، نضع أمامكم التفاصيل الكاملة حول ملف سفن تغويز الغاز الطبيعي (FSRUs)، والتي لجأت إليها الدولة لضمان استمرارية توليد الكهرباء ومنع انقطاع التيار، في وقت يشهد انخفاضاً في إمدادات الغاز عبر الأنابيب، نتيجة التوترات المتصاعدة في المنطقة.

مصر وتجربة التغويز: من الإستغناء إلى العودة:-

في عام 2015، استقدمت مصر أولى سفن التغييز، وكانت ترسو بميناء العين السخنة بتكلفة إيجار يومي بلغت في حدود 89  ألف دولار ، ومع تحسن إمدادات الغاز المحلي آنذاك، وعودة الإنتاج التدريجي، قررت الدولة إنهاء التعاقد وإعادة السفينة إلى بلدها في نوفمبر 2023.

لكن المتغيرات الأخيرة في المنطقة، لا سيما اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، وانخفاض الإنتاج المحلي، دفعت مصر إلى تفعيل خطة طارئة لتأمين احتياجاتها من الغاز عبر استقدام سفن تغييز جديدة.

تفاصيل السفن الأربع:-

1- السفينة الأولى: هوج جاليون.
•رست على رصيف شركة سوميد منذ 14 يونيو 2024.
•دخلت الخدمة سريعاً لتلبية الاحتياجات العاجلة.

2- السفينة الثانية: القادمة من العقبة (الأردن)

•حالياً موجودة في العين السخنة، وجاهزة للربط برصيف سوميد مع نهاية الشهر.
•زارها رئيس الوزراء مؤخراً.
•تأخر ربطها لا يعود إلى تقصير من قطاع البترول، بل إلى تعديلات فنية أجريت على السفينة نفسها، نظراً لاختلاف تصميم الربط بين العقبة ومصر.
•تجدر الإشارة إلى أن رصيف سوميد جاهز منذ فترة طويلة.

3. السفينة الثالثة:

القادمة من ألمانيا
•وصلت إلى ميناء الإسكندرية، ويتم حالياً تجهيز رصيف “سونكر” لاستقبالها.
•من المخطط أن تكون جاهزة للعمل بنهاية الشهر الجاري.

4. السفينة الرابعة: القادمة من تركيا:-
•لم يُحسم أمر تشغيلها بعد.
•من المفترض ربطها على رصيف الشركة المتحدة لمشتقات الغاز (UGDC) في دمياط، إلا أن الرصيف لن يكون جاهزاً قبل سبتمبر.
•وفق الاتفاق، يمكن أن تعمل السفينة في مصر خلال الصيف، وتعود إلى تركيا في الشتاء، لتلبية احتياجاتها من الغاز لأغراض التدفئة.
•لهذا، ترجح بعض الأراء إمكانية الاستغناء عنها هذا العام.

تكلفة ضخمة في وقت حساس

•تكلفة إيجار السفينة الواحدة: في حدود 200 ألف دولار يومياً.
•تكلفة الشحنة الواحدة من الغاز: حوالي 50 مليون دولار.
•عدد الشحنات المستوردة والمتوقعة شهرياً 20 شحنة، بإجمالي تكلفة تُقدَّر بحوالي مليار دولار شهرياً ، دون احتساب كلفة الإيجار أو استيراد السولار والمازوت.
•كل هذه الأعباء تتحملها الدولة لضمان استمرارية التيار الكهربائي، خاصةً في فصل الصيف الذي يشهد أعلى معدلات استهلاك وتشغيل القطاع الصناعي والزراعي ومصانع الأسمدة ،.

رسالة للمواطنين: الترشيد واجب وطني:-

هذه الظروف استثنائية وقهرية، وتتطلب من الجميع التحلي بروح المسؤولية، وتقليل استهلاك الكهرباء، وإطفاء الأجهزة غير الضرورية، هو شكل من أشكال دعم الوطن في مواجهة هذه الأزمات. الدولة تبذل كل ما في وسعها لتوفير الطاقة دون انقطاع، رغم الظروف الإقليمية الصعبة، والكل مدعو لأن يكون جزءاً من الحل.


ملف سفن التغويز ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية. والخطوات التي تتخذها الدولة تعكس رؤية استباقية لحماية الأمن الطاقي لمصر. أما الشائعات، فمكانها النسيان، أمام الحقائق والأرقام والجهود المبذولة على مدار الساعة من الدولة وقطاع البترول .

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط