الإثنين 25 أغسطس 2025 الموافق 02 ربيع الأول 1447

مجرد رأي: هؤلاء القيادات ماذا تخبئى لهم الأيام ؟

1754
المستقبل اليوم

الموروثات الاجتماعية ليست مدعاة للتهكم والسخرية، لأنها تدخل في نسيج حياتنا، ومن لا يصدقها أو يؤمن بها في العلن، هو أول من يعتنقها في الخفاء، ومن يطلق البخور في سيارته أو منزله الجديد خفية، هو أول من يتهم هذا الفعل بالخرافات علنًا.

والأقدام والأعتاب هي من صميم معتقداتنا، ليست من قبيل عدم الرضا بالأقدار، ولكنها نوع من استقرائها وخبرات من حياتنا، تراها حاضرة بوضوح في زواج جديد، أو سيارة ومنزل جديد، أو منصب وترقية جديدة، يسعى كل منا إلى هذه الأهداف بكل ما أوتي من طاقة؛ ربما تكون ذات فأل حسن وقدم أخضر وعيش مخبوز يزيد فيها ومنها الرزق، وينعم صاحبها براحة البال والصحة. وهي نفسها عند آخرين وبالًا وأحداثًا كئيبة وخرابًا مستعجلًا.

ويلعب الحظ هنا دوره بشكل كبير في تشكيل الأحداث التي تغذي معتقد (الأقدام والأعتاب)، فنجد مثلًا أن عتبة (الهيئة) كانت وجه السعد على المهندس (طارق الملا)، وأصبحت له بوابة العبور بكل سهولة إلى المنصب الوزاري، وفوقه هدية أيضًا هي اكتشاف (ظُهر) الذي كان جاهزًا في انتظاره، وكان سببًا في استمراره في المنصب قرابة العشر سنوات، وفي المقابل كانت (الهيئة) هي من جعلت طارق الحديدي يغادر القطاع كله، على الرغم من شرف رئاسته لها لفترة قصيرة.

بينما تعرض (يس محمد) لظروف غاية في القسوة من أول ساعة لتقلده رئاسة (إيجاس)، إذ دخلها كرئيس بعد مجدي جلال في وقت كانت الأحداث ساخنة والإنتاج يهبط بعنف، والمشاكل كموج البحر، والرأي العام ملتهب، والحكومة على وشك التغيير. ولا ندري كيف تحمل الرجل كل هذا؟ ثم جاء وزير جديد له سياسته المختلفة ونشاطه المكثف، وعليه ضغوط فنية وسياسية لا يطيقها بشر، ثم جاءت مرحلة سفن التغويز بكل تفاصيلها وتعاقداتها ومشاكلها الفنية الكبيرة، والهجوم الإعلامي على التأخر في تشغيلها، وللأسف لم يجد من الإعلام الرسمي ما يوضح الحقيقة بشكل صحيح يمنع البلبلة والثرثرة الفارغة، لدرجة أن قلب الرجل لم يستطع تحمل كل هذه الضغوط، ليغادرها أخيرًا وهو سالم بحمد الله إلى عتبة أخرى هي الوزارة.

وهناك من ذهب إلى مناصب كبرى بخبرات عتيدة، ودفع ثمن حوادث مميتة لم يكن مسئولًا عنها، مثل المهندس خالد موافي والجيولوجي علاء البطل، فالأول ترك (خالدة) على أثر قرار غاضب نتيجة حادث كبير، ليتولاها (سعيد عبد المنعم) من بعده، وأصبحت نفس الشركة التي أوجعت موافي هي أيقونة الحظ لسعيد، فازدهرت الشركة وازداد إنتاجها، وضُمّت إليها شركة قارون حتى أصبحت أكبر شركة منتجة في مصر، أما الثاني فذهب إلى الوزارة ليواجه سلسلة حوادث مميتة هي إرث لتراخي من سبقوه، علاوة على أنه غير متخصص في هذا المضمار الهام، ولكنه هو من دفع ثمنها، وغادر الوزارة إلى منزله بسلام مصحوبًا بعبارات الشكر.

وهناك من اعتقد أو يعتقد أن الحظ حالفه بأن أصبح رئيس شركة، ولم يلبث أن أدرك أنها كانت وبالًا عليه ونهاية لمستقبله العملي والقيادي، ولا يفوتنا أن نذكر شركة (ميدور)، سيدة اللامعقول مع كافة قياداتها السابقين.

وهناك نوعية من القيادات الذين يتركون المركب تبحر كما تشاء لها الأمواج، وينجيهم الله من الغرق بدون منطق محدد أو سبب معلوم.

ما أقوله ليس هذوًا، ولكنه حقيقة وواقع، فعلى الرغم من الخطط والدراسات والموازنات، تبقى القيادات والشركات أقدامًا وأعتابًا. ويا عالم ماذا تخبئ الأيام القادمة.
والسلام،،

#سقراط




تم نسخ الرابط