السبت 07 يونيو 2025 الموافق 11 ذو الحجة 1446

المدير ونجاح بيئة العمل..غاده لطفي أبوالعنين

737
المستقبل اليوم

أصبحت بيئة العمل في كثير من الشركات تفتقر إلى انتماء العامل وحبه لجهة عمله. باتت لغة المصالح هي السائدة، وأصبح النفاق والتملق أساس التعامل.

تراجعت الثقة بين الموظف ومديره، بل وحتى بين الزملاء أنفسهم، وغدا الشعور بالأمان والراحة النفسية حلمًا بعيدًا.

وأرى أن السر يكمن في المدير. فالمدير الناجح ليس فقط من يحقق الأرقام، بل من يحققها من خلال “القيادة الإنسانية”.

المدير الإنسان هو القائد الذي يجمع بين الحزم والرحمة، الكفاءة والاحتواء، الثواب والعقاب.

المدير الإنسان هو من يدير فريقه بعقله وقلبه معًا.لا يكتفي بإعطاء الأوامر، بل يشارك، يستمع، يشجّع، ويدرك أن خلف كل موظف إنسانًا له مشاعره وتحدياته وطموحاته وظروفه.

إنه من يؤمن بأن بيئة العمل الصحية لا تُبنى بالخوف، بل بالثقة والاحترام المتبادل.
يحتفل بالإنجاز، ويتعامل بلطف مع الخطأ، ويرى في كل موقف فرصة للتعلّم والنمو.

هذا النوع من الإدارة والنمط القيادي مستوحًى من الأم وأسلوب تعاملها مع أبنائها:
قيادة مبنية على الحب، الصبر، العطاء، والحرص على مصلحة الفريق.

المدير الإنسان يسأل قبل أن يحاسب، ويحتوي ويحفّز قبل أن يعاقب.
وكما تفعل الأم، يعرف متى يكون حازمًا ومتى يكون مرنًا… من أجل البناء لا الهدم.

فهل نحن بحاجة إلى هذا النوع من الإدارة؟

بالتأكيد. فبيئة العمل الحالية في أمسّ الحاجة إلى المراجعة والتحليل لفهم مصادر الخلل.
هل المشكلة مالية فقط؟ أم أن الخلل الحقيقي يكمن في فن الإدارة؟

هذا النوع من الإدارة يخلق مناخًا نفسيًا صحيًا، وينمّي شعورًا عميقًا بالانتماء والتقدير.
المدير الإنسان يزرع هذه القيم، ويخلق بيئة محفّزة ترتفع فيها الإنتاجية.

القيادة بالود لا بالقوة،
وهذا لا يعني ضعفًا أو تساهلًا، بل ذكاءً إداريًا عاليًا يجعل من القائد نموذجًا يُحتذى به.
إن أقوى أنواع القيادة ليست تلك التي تُمارَس بالقوة أو العقاب، بل تلك التي تُمارَس بالرحمة، بالود، وبالإنصات العميق.

القائد الحقيقي هو من يملك أدواته – بما يشمل العنصر البشري – ويملك المرونة التي تمكّنه من التغيير والتطوير باستمرار.




تم نسخ الرابط