الجمعة 23 مايو 2025 الموافق 25 ذو القعدة 1446

أحمد شادي يكتب: حياة على كف غاز

459
أحمد شادي
أحمد شادي

كيف تؤثر بصمتنا الكربونية على مستقبل التنمية البشرية؟

في زمنٍ باتت فيه الأرض تئن تحت وطأة أنانيتنا، أصبحت حياتنا أشبه ما تكون بـ"كف غاز"؛ هشّة، متقلبة، وقابلة للاشتعال في أي لحظة. كل رحلة بالسيارة، كل جهاز كهربائي نتركه يعمل بلا داعٍ، كل استهلاك زائد، هو حرفيًا إضافة لوقود النار التي تحاصرنا. نعم، نحن نعيش على كف غاز، اسمه البصمة الكربونية.

البصمة الكربونية والتنمية البشرية: صراع غير متكافئ

بينما تسعى التنمية البشرية لتحسين جودة حياة الإنسان، يأتي تغير المناخ الناتج عن ارتفاع الانبعاثات الكربونية كعقبة مرعبة. التغيرات المناخية تعني أمراضًا أكثر، غذاءً أقل، موارد مائية نادرة، وصراعات جديدة. فكيف يمكن لإنسان أن يحقق ذاته في بيئة تنهار؟

كيف يمكننا النجاة من الكف المتفجر؟

إن تقليل البصمة الكربونية لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية. بوسعنا البدء بخطوات بسيطة: ترشيد استهلاك الكهرباء، الاعتماد على الطاقة المتجددة، استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة، وتبنّي ثقافة إعادة التدوير.

نحو تنمية خضراء

التنمية البشرية في القرن الـ21 يجب أن تكون تنمية خضراء. الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة والتعليم البيئي وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات واعية تجاه البيئة، هو السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق.

هل نطفئ الفتيل قبل الانفجار؟

البشرية أمام مفترق طرق. إما أن نستمر في تجاهل بصمتنا الكربونية حتى ينفجر الكف تحت أقدامنا، أو أن نتحرك الآن، بوعي ومسؤولية، وننقذ ما تبقى من الحياة. فالاختيار لنا، والوقت... ينفد.




تم نسخ الرابط