مجرد رأي…هل السنترال سبب تأخر العلاوة؟

عاشت مصر ظروفاً صعبة خلال اليومين الماضيين نتيجة الحريق الهائل الذي شب في مبنى سنترال رمسيس المركزي، الذي يتحكم في العديد من خطوط ومسارات نقل البيانات الرقمية للعديد من الأنشطة الاستراتيجية في مصر. في لحظةٍ وضحاها، أصيب الناس بالهلع بعد أن توقفت تطبيقات البنوك، وأرقام الطوارئ، وماكينات الصراف الآلي، وتأثرت حركة الطيران بشكل أو بآخر. وتبين للناس أهمية التكنولوجيا الرقمية في حياتنا، حتى أصبحنا نتعامل بالرموز والأرقام في أصغر تفاصيل يومنا.
شهدنا بالطبع نماذج وطنية تستحق كل احترام وتقدير، وهي تكافح هذا الحريق الهائل على مدار أكثر من 20 ساعة متصلة ، ويظهر معدن هذا الشعب الطيب المكافح دائماً في المواقف الصعبة، حين تشاهد مجموعات من شباب الفنيين، الذين أطلقت عليهم (كتائب رمسيس). شباب مصر الأخضر المكافح يفترشون الأرض والأرصفة، يحاولون بكل عزيمة إعادة الحياة إلى الخطوط المعطّلة، وتركيب كبائن خارجية تؤدي نفس وظيفة الدوائر التي أتلفها الحريق في المبنى المحترق ،رأيتهم يجلسون في لهيب هذا الحر، حتى تستعيد البلاد عقلها الإلكتروني الذي يتحكم في كل مناحي حياة الناس ومصالحهم.
كان حدثاً مؤلماً وفريداً في الوقت نفسه، أعطى لنا دروساً كثيرة، أهمها أنه قدّم مثالاً ودرساً لكل من يتشدقون بالحروب وهم جالسون أمام هواتفهم. فهذا الحريق نموذج مصغر جداً لما تحدثه الحروب من دمار وشلل في حياة الناس، وهو أمر لن يتحمله أحد، خاصة أولئك مدّعو البطولة والوطنية.
كما أوضحت تلك الأزمة أهمية وجود بدائل حاضرة ومستعدة لكل غرف التحكم في أي مشروع، أياً كان نوعه أو مهمته، في حال حدوث أضرار أو كوارث. ولا نعلم على وجه الدقة إذا ما كانت غرفة التحكم الرئيسية لشبكة توزيع الغاز بقطاع البترول قد تأثرت بهذا الانقطاع، وما هي الإجراءات التي اتُخذت حيالها؟ وهل تأثر مركز تحكم البيانات المركزي، الذي أشار إليه متحدث البترول في تصريحه لجريدة الأهرام الاقتصادي بتاريخ 9 مارس 2025؟
عموماً، لم يصدر قطاع البترول أي بيان في هذا الاتجاه يشير إلى تأثره أو عدم تأثره.
الجميع في مصر يتحدث عن هذا الحادث الكبير، والجميع تأثر به بشكل مباشر أو غير مباشر في كل تفاصيل الحياة اليومية، حتى اعتقدت أن تأخر إصدار القرارات التنفيذية لعلاوة العاملين هذا العام كان نتيجة هذا الحريق… ربما… من يدري؟ كل شيء جائز.
والسلام،