الخميس 03 يوليو 2025 الموافق 08 محرم 1447

كلمتين ونص...75 يوماً ما بين صعوده ورحيله

22
المستقبل اليوم


خمسة وسبعون يوماً مرت، مابين تعيينه رئيساً ل"أموك" وبين وفاته وصعود روحه الطاهرة للرفيق الأعلى ، إنه الموت الذي غيبه وعمره 44 عاما ، وليتنا نتعظ وليتنا نتخذ من الأقربين عبرة وعظة . 
يوم 23 نوفمبر من العام الماضي 2020 اصدر وزير البترول قراراً بتعيين الكيمائي محمد مصطفي سيد احمد شتا رئيساً لشركة أموك .
والكيمائي محمد شتا كان قد تخرج من كلية العلوم جامعة القاهرة بتقدير عام جيد جدا عام 1998 ، والتحق بشركة البتروكيماويات المصرية عام 1999 ثم صدر قرار بنقله الي شركة القاهرة لتكرير البترول ، ونال منها خبرة كبيرة اهلته لأن ينتقل في عام 2007 للهيئة العامة للبترول "قسم الرقابة علي الجودة والادارة العامة للتكرير والتصنيع" ، ليتم ترقيته لمدير عام التكرير والتصنيع ، وظل بها حتى صدر قرار بتعينه رئيساً لمجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الإسكندرية للزيوت المعدنية ” اموك”.
بعد تعيينه بأقل من شهر أصيب بفيروس كورونا ، وبعد أن تعافى قليلاً ذهبت في مقابلة معه ، اهنئه واناقش معه ملفات كثيرة تعطلت في أموك ، وجدت شاباً مفعم بالحيوية والأمل ، جاد فى العمل ، يحلم بأن تكون أموك كما كانت في عهد عمالقة التكرير ، لأنها كيان كبير يستحق مكانة أفضل مما هي عليه الآن .
كانت خطواته الأولى بدأ لم الشمل ، ووضع ميثاق جديد للتعامل بين العاملين ، وصاغ محمد شتا بروتوكول يضمن الحب والولاء بين القيادات والعاملين والشركة معاً ، وبدأ أول ما بدأ بعودة الحقوق لأصحابه ، فقد كان يؤمن بأنه لا عمل ولا أنجاز إلا بجمع الفرقاء ووأد الخلاف ، وبالفعل عادت الروح لأموك من جديد ، وارتسمت البسمة على الوجوه من جديد ، وكأن شتا كان رسول السلام الذي بعثت به العناية الالهية ليخلص الشركة من عهد الظلام والكبت والخسائر .
هاتفني منذ أيام ، شاكراً لي ما كتبته عن أموك ، وممتناً على بضع كلمات سطرتها بحقه وحق الشركة والناس ، ووعد بأن سيكون هناك لقاء يجمعنا ، وقال لي: اسأل الله أن اكون عند حُسن الظن بي ، وقولت له: من يُخسن الظن يُحسن العمل ، وقد فعلت ذلك يا بشمهندس شتا ، وإن شاء الله سيكون التوفيق حليفك وسيسدد الله خطاك ، واغلقت الهاتف فى انتظار موعد ظننت أنه سيتم قريباً . 
لكن سبحان الله ، لم يمهله المرض اللعين له ، فمكث غير قليل بالمشفى ، وحال بينه وبين احبابه القدر المحتوم ، وعندما جاء الموعد لقي ربه غير مضيع ولا مفرط ولا مهمل ، رحل محمد شتا لا له ولا عليه ، رحل وترك آلاف المحبين يبكون عليه ..رحل وترك الدنيا لأصحاب النفوس الضعيفة والحاقدين والحاسدين والمرضى.
ومن لم يكن له الموت واعظ فلا تنفعه المواعظ ، فمن رحل افضى لجوار ربه ، وإن كنا اليوم نبكيه ، فعلينا البكاء على انفسنا ، وقبل ذلك تطهيرها وغسلها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم .




تم نسخ الرابط