الإثنين 18 أغسطس 2025 الموافق 24 صفر 1447

محمد العليمي يكتب : أبحث عن نفسك وتصالح مع ذاتك وليتك تستطيع.(عثمان علام)

21
في خضم الحياة والمتطلبات المتلاحقة والزحام اليومي فقدنا أهم ما نملك ، فقدنا أنفسنا وفقد كل منا تصالحه مع ذاته، فقدنا السلام الداخلي، إذ أننا أصبحنا نادراً ما نجلس مع ذاتنا من دون أن نفكّر في مسائل العمل أو في أمورنا العائلية أو في مستقبلنا والأيام القادمة ، ولكن هل تعلم أنّنا لنكون قادرين على مواجهة الحياة بكلّ صعوباتها وتعقيداتها ولحظات التوتر فيها يجب أن نكون متصالحين مع ذواتنا وواثقين من أنفسنا وقدراتنا.
أهم خطوة يقوم بها الشخص، ليكون متصالحاً مع ذاته، أن يكون شاكراً للأمور الجميلة التي ينعم بها مهما كان يرى أنّها بسيطة، فإعتياد النعم مرض لاترى له ملامح ولا تشعر له بأعراض، أن تألَف نِعمَ اللهِ عليك وكأنها ليست بِنِعَم وفقدان الإحساس بها. فإذا أَلِفْتَ النعمة، صرت تأكل دون أن تتذكر من بات جائعاً أو من يملك الطعام ولا يستطيع أن يأكله !! فلا تجعل الحياة تُرغمك على أن تألَف النعم، بل أرغم أنت حياتك أن تألف الْحَمْد. ويعتبر شعورك بالامتنان لجميع النعم الموجودة في حياتك من أهمّ المشاعر التي تحقّق صفاء الذهن خلال يومك كله ، هذا وإن الشعور بالامتنان قادر بشكل كبير على التخفيف من نسبة الهرمونات المرتبطة بالإجهاد النفسي خلال اليوم، وبالتالي فإنه يساعد على النوم بهناء أثناء الليل وهنيئاً لمن يستطيع أن ينام ليلاً دون معاناه.
إعترف بأهمية النوم أحياناً ننظر إلى النوم على أنه أحد الأمور التي يمكن أن تضيع من وقتنا، لكنّ النوم لا يعتبر أبداً مسألة إضاعه للوقت، كما أنه لا يستنزف أبداً جزءاً من حياتنا، وأوضح العديد من الخبراء أنّ جسم الإنسان مبرمج بشكل وراثي ليمضي ثلث حياته في النوم ، كما أنّ الإنسان ينام عبر ثلاث مراحل؛ فيبدأ أولاً بالنوم الخفيف، ومن ثم تبدأ مرحلة النوم العميق، ثمّ تأتي مرحلة النوم الذي ينشط الدماغ. حيث وإنّ كلّ مرحلة من المراحل تؤثر، بشكل كبير، في الدماغ والتفكير والذاكرة، بالإضافة إلى أنّها تؤثر في النمو وجهاز المناعة والوزن، ولذلك يجب أن يأخذ الشخص كلّ ليلة كفايته من النوم لكي يكون قادراً على تحقيق السلام الداخلي والراحة النفسية.
واجه الفوضى التي تحارب دماغك من أسوأ الأمور التي يمكن أن تؤثّر في السلام الداخلي لدى الشخص الفوضى السلبية التي تفتك بالدماغ وفي كثير من الأحيان يمكن أن نجلب التوتر والإجهاد النفسي لأنفسنا دون أن ندري؛ إذ أننا نادراً ما نجلس قليلاً محافظين على صفاء ذهننا، دون أن نفكر في الفواتير التي يجب أن ندفعها، وأمور العمل، والأمور التي تتعلق بالأطفال.
أصدقاؤك هم كنزك الثمين بينت العديد من الدراسات أنّ الأشخاص الذين يملكون أصدقاء حقيقيين وعلاقتهم بهم جيدة، كان ذهنهم أكثر صفاءً وأبدوا حالة من السلام الداخلي والتصالح مع الذات. فالأصدقاء الحقيقيين في حياتنا قادرون على أن يرفعوا من نسبة الأوكسيتوسين، التي تخمد تأثير هرمون الكورتيسول، وهو الهرمون المسؤول عن الإجهاد النفسي والتوتر فمن أصعب ما نواجه في حياتنا هو فقدان الأصدقاء هذا الشعور الذي يخلف ورائه شعور بالوحدة وعدم الإتزان .
أعط نفسك الفرصة للخيال على الرغم من أنّ الكثير من الناس قد لا يعطون الخيال أهمية في تأثيره على حياة الفرد إلا انه قادر فعلاً على أن يزوّد الشخص بالسلام الداخلي والراحة النفسية فيمكن من وقت إلى آخر أن تدع لخيالك الفرصة لكي يحلق بعيداً. فالخيال والأحلام قادران على تهدئة الجهاز العصبي في الجسم، ومنح الراحة النفسية للجسم من خلال تخفيض هرمون الأدرينالين وبالتالي يساعدك على النوم بهناء وهدوء.



تم نسخ الرابط