نيفين مصطفى تكتب:و الدمعة التي تُسقطها الهموم تحتاج الى صديق
27
الله عز وجل أكد على ضرورة الإخوة بين المؤمنين، «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»، أي تربطهم الرحمة ولا يفرق بينهم اي شيء مهما كان، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس».
ومن الموجع حقًا ألا يشعر المؤمن بهموم أخيه ولا يشاركه أحزانه ولا يقف بجانبه في الضراء قبل السراء.
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، فعلى اختلاف الأحوال والبلدان مهما كانت درجة البعد فإن الإحساس بحال أخيك المسلم واجب لأن بذلك يكتمل الدين.
دائمًا يحتاج كل مننا لأحد يواسيه، ويشد من أزره في محنته أو يساعده على تحمل ألم به، ويزيد تألمه حين يمر بأزمة ولم يجد أحدًا يقف بجانبه أو يسانده في محنته، أكثر مما ابتلي به، فلابد أن يكون شعار المؤمنين دائمًا: «ارحموا من في الأرض يرحكم أهل السماء».
الإحساس بالغير، نعمة عظيمة، تساوي الحياة، فبها يشعر الإنسان أنه يحيا وله قلب ينبض ويحس بغيره ويشاركهم همومهم، ومن دونها فلا حياة ولا قلب.
نحن فى زمن كل منا حائر ما بين هموم وضغوط فمن يقف بجانبك فهو نعمة يجب الحفاظ عليها وان تحافظ على صديقك المخلص الذى شعر بك، الصديق باب للأمل والسند لك.
فالصديق المخلص هو الذي يقف بجانبك وقت تأزم الأمور، ولن يتخلى عنك عند بادرة الخطر بل سيمنحك الدعم كله، ويثق بك، ويؤمن بك مهما حدث، كما تقول الحكمه القديمه «لا تفسر أفعالك لأحد، فأصدقاؤك ليسوا فى حاجه لتفسيرات، وأعداؤك لن يصدقوها »، إنك لستُ فى حاجه لأن تثبت نفسك لشخص ما لتحتفظ بصداقته المخلصه، مهما قلت ومهما فعلت، أعلم أن صديقك المخلص سيتقبلك كما كنت ولن ينتقد ذلاتك أو عيوبك الشخصيه، على الرغم من أن تلك العيوب لن تتوافق معه لكنه سوف يتحملها عن طيب خاطر.
تأكيدًا لقوله تعالى: «مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا». فالرحمة بالأساس صفة إنسانية من يتخلى عنها فقد فقد إنسانيته بالكامل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي».