الأربعاء 27 أغسطس 2025 الموافق 04 ربيع الأول 1447

الإقالة لعقليات لم تتغير ولن تتغير

1847
المستقبل اليوم

ما نراه حالياً من زخم لجهود لا تتوقف لقيادات الوزارة والهيئة واجتماعات لا تنتهي في محاولات مستميتة لإنقاذ القطاع من أزماته العاتية ومحاولة أن يستعيد دوره كعلامة إيجابية في منظومة الاقتصاد المصري لا عبء عليه. ومن لا يعرف أو يدرك حجم هذا الجهد والضغط العصبي الذي يتعرض له هؤلاء القادة، يجب عليه أن يتفكر جيداً في المساهمة في تحمل هذا الحمل الثقيل بكل ما يمكنه بذله من جهد أو أفكار، أو بالصمت والهدوء في أداء عمله العادي كأبسط الأحوال.

عدم إثارة المشاكل هو جهد في حد ذاته، جهد يمنع تشتيت الجهود ويوفر طاقة عصبية لهؤلاء الذين يعملون معظم ساعات يومهم، ولكن على ما يبدو، لا بد وأن تجد هناك بعض العقليات التي يميزها الطمع والغباء وعدم القناعة بما منحه الله لهم من نعم. وهذه العقليات بنت قناعاتها على حساباتها الشخصية الضيقة التي لا بد وأن تؤدي بها إلى الهاوية لا محالة.

هذه العقليات تظهر بسرعة لأن تفكيرها ضحل ولا تعطي بالاً لمن حولها في زمن أصبح كل الأفعال والتصرفات فيه قيد الصوت والصورة في نفس اللحظة. هذه العقليات القديمة ضررها لا ينبع فقط مما تستفيده من ماديات، ولكن وقعها الأكبر في فقدان المثل الأعلى والقدوة، وجعل مناخ فساد العمل والأخلاق هو الجو السائد في مجال عملهم، لدرجة يشعر المحيطون بأن هذا هو طبيعة الحياة.

لا يجب أن نغض النظر عن مثل هذه الشخصيات، لأنها كالسوس الذي ينخر في جسد القطاع، ولا بد من حماية النشء الصغير الذي يتعرض لإرهابهم ومكائدهم.

رسالتنا واضحة لرئيس الهيئة، الذي بدأ عهداً جديداً من الحزم والانضباط في كافة مجالات العمل بها: أن عليه أن يجتث تلك الجذور المختبئة في تربة عفنة أصابها عطن التفكير الراكد، وأن يضرب بعنف وبلا هوادة وفي أسرع وقت، ويقتلع هؤلاء الفاسدين أينما وجدوا. وعليه أن يعلم أن كل العاملين بالقطاع في انتظار حملة التطهير المنتظرة منه، وخاصة الشباب منهم بعد أن فقدوا الأمل في وجود من يستطيع أن يرسم لهم طريق حدوده الاحترام والشرف، ومن ثم التركيز فيما يهم البلد والقطاع من عمل.

وسيكونون سعداء بقراراته التي نرجو أن تكون في اتجاه واحد فقط، وهو التخلص منهم نهائياً وإعادة اليد القوية التي تحافظ على مقدرات القطاع وشبابه.

تقرير- المستقبل البترولي:




تم نسخ الرابط