الإثنين 29 ديسمبر 2025 الموافق 09 رجب 1447

سامح فهمي: إفريقيا ستلعب دورًا رئيسيًا في مستقبل الطاقة عالميًا

146
المستقبل اليوم

نظّمت شعبة الهندسة الكيميائية بنقابة المهندسين، تحت إشراف وتنظيم النقابة، ندوة علمية متخصصة بعنوان «مستقبل احتياطي البترول في العالم»، ألقاها المهندس سامح فهمي، وزير البترول الأسبق، بحضور عدد من المهندسين والخبراء والمهتمين بقضايا الطاقة.

وتناول المهندس سامح فهمي خلال المحاضرة تحليلًا علميًا شاملًا لأسباب التباين والاختلاف في تقديرات احتياطيات النفط الخام والغازات الطبيعية الواردة في التقارير العالمية المختلفة، موضحًا أن هذه التقديرات لا تخضع لعامل واحد، بل تتأثر بعدة اعتبارات متشابكة، من أبرزها.
•التقلبات الاقتصادية العالمية
•التطورات التكنولوجية في مجالات الاستكشاف والإنتاج
•معايير تصنيف الاحتياطيات
•الحوافز السياسية والاستراتيجية
•درجة عدم اليقين الجيولوجي
•التغيرات الزمنية المستمرة
•أسلوب إدارة خزانات البترول أثناء الإنتاج
•منهجيات إعداد البيانات ونشرها ومتابعتها

وأشار الوزير إلى أن أهم تقرير إحصائي عالمي معني بنشر بيانات وإحصائيات الطاقة والبترول قد أحجم عن نشر أي بيانات خاصة بالاحتياطيات خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، في دلالة واضحة على حساسية وتعقيد هذا الملف عالميًا.

وأكد المهندس سامح فهمي أن عملية إعداد إحصائيات احتياطيات النفط والغاز الطبيعي عملية شديدة التعقيد، وتتطلب أعلى درجات الشفافية والنزاهة والخبرة الفنية، إلى جانب ضرورة التعاون المشترك بين أطراف منظومة الطاقة، لا سيما المؤسسات الحكومية والشركات العاملة بموجب الاتفاقيات البترولية، مع الالتزام بتقديم بيانات دقيقة ومحدثة وتوضيح الأسس العلمية التي بُنيت عليها.

وشدد الوزير على أن لهذه البيانات تأثيرًا بالغ الأهمية، ليس فقط على الجوانب الفنية، وإنما أيضًا على الأبعاد الاقتصادية والسياسية، لما لها من انعكاس مباشر على خطط إنتاج واستهلاك النفط والغاز، وكذلك على استراتيجيات التنمية في مختلف دول العالم.

وفيما يخص الرؤى المستقبلية، أوضح المحاضر أن العديد من دول العالم ستتجه خلال المرحلة المقبلة إلى التوسع في استغلال المصادر غير التقليدية مثل الغاز الصخري والرمال النفطية، على غرار التجارب الناجحة في الولايات المتحدة وفنزويلا وكندا، بهدف رفع حجم احتياطياتها من النفط والغاز.

كما أشار إلى أن القارة الإفريقية، رغم امتلاكها مجتمعة نحو 7% فقط من احتياطيات النفط العالمية ونسبة مماثلة من احتياطيات الغاز الطبيعي، يُتوقع أن تلعب دورًا رئيسيًا في المستقبل البعيد في تأمين إمدادات الطاقة عالميًا، مع احتمالات ارتفاع احتياطياتها من الغاز الطبيعي إلى ما بين 15 و20% من إجمالي الاحتياطيات العالمية.

وتطرق المهندس سامح فهمي إلى أوضاع الدول الخمس الكبرى المالكة للاحتياطيات (مثل إيران، العراق، ليبيا، نيجيريا، وفنزويلا)، مشيرًا إلى تعرض بعضها لضغوط وصراعات سياسية وعسكرية واقتصادية قد تؤثر على استقرارها، بما ينعكس على معدلات إنتاج النفط والغاز مستقبلًا، ويدفع الدول الصناعية والمتقدمة إلى البحث عن بدائل استراتيجية وعقد شراكات جديدة لتأمين مصادر الطاقة.

واختُتمت الندوة بتأكيد أهمية مثل هذه اللقاءات العلمية في رفع الوعي بقضايا الطاقة العالمية، وتعزيز الفهم المتوازن لملف الاحتياطيات البترولية، باعتباره أحد أهم محددات الأمن الاقتصادي والاستراتيجي للدول.




تم نسخ الرابط