الحركة الإدارية…هل هي إجراء سريع لإعادة الاتزان ؟
لم تمر ساعات على نشر موضوع (الحركة القادمة بين الترقب والمفاجأة)، إلا وكانت المرحلة الأولى من الحركة الشاملة قد صدرت في نطاق الشئون الإدارية بعدد من الشركات.
وبنظرة دقيقة إلى الشركات والدرجات الوظيفية للذين شملتهم تلك الحركة، نجد أن أغلبها شركات تعاني من مشاكل عمالية غاية في الحساسية، وشركات إنتاج ما زالت فاقدة للاتزان ولأسلوب القيادة الرزين، وأن معظم الدرجات الوظيفية جاءت في مستوى (المساعد)، وهو ما يؤكد أن هندسة هذه الحركة جاءت بالفعل لإعادة الاتزان، ومساندة قيادات الشركات بخبرات مخضرمة تعمل على إعادة تحديد دور القيادة بشكل صحيح، ودعمها في اتخاذ القرار المناسب.
وكان اختيار نائب جديد للشئون الإدارية بإيجاس موفقًا إلى حد بعيد، من حيث امتلاكه عناصر القيادة الشابة، إلى جانب الخبرة المتمرسة في قطاع الغاز، وهي بالفعل عملية بناء في شكلها الصحيح داخل صرح كبير يحتاج إلى البناء لا الترميم.
وتأتي شركات صيانكو، وبوتاجسكو، وبتروجاس في صدارة تلك الحركة كنقاط ساخنة، ويمكن وصفها بـالملتهبة، وهو ما يضع على من تولوا مناصبهم الجديدة بها عبئًا هائلًا، ويستلزم عدم التعجل في اتخاذ القرارات، أو حتى في تحديد أسلوب التعامل مع ظروف تلك الشركات، قبل إجراء دراسة متعمقة ومتأنية لكل الملفات الصعبة، وهو ما يمثل اختبارًا حقيقيًا لهذه المجموعة تحديدًا.
أما مجموعة الشركات المستقرة، مثل جاسكو ومصر للبترول، فهي تتطلب نوعًا مختلفًا من الأداء، يهدف إلى تطوير بيئة العمل وخلق نمط إداري حديث يساعد على رفع مستوى العمل والتعامل داخل هذه الشركات الكبرى، التي تستحق أن تكون في المقدمة بما تمتلكه من إمكانيات ضخمة وقوة بشرية هائلة ومؤهلة، لكنها في حاجة إلى مستوى إداري أعلى وأكثر تطورًا.
ويبقى في قائمة الحركة شركات الإنتاج، ويبدو أن الاختيار فيها جاء معبرًا عن ذكاء القيادة، وواضحًا فيه جليًا الاشتراك في الرأي بين قيادات الوزارة والهيئة، حيث تم وضع هندسة إعادة الاتزان لحركة العمل داخل تلك الشركات، للسيطرة على حالة الترنح التي تمر بها، عبر الدفع بقيادات إدارية لها باع طويل في العمل الإداري.وإن كان هذا لم يمنع أن هناك ظلم شخصي وقع على البعض نتيجة ارتعاش ايادي البعض .
لكن وبلا شك، تم هندسة هذه الحركة بشكل جيد، وتحمل أفكارًا وأهدافًا واضحة، وتبدو مقدمة لحركات قادمة بنمط وشكل مختلف عما اعتدنا عليه، وربما نشهد مفاجآت كبيرة في مناصب رؤساء الشركات خلال المرحلة المقبلة.
المستقبل البترولي