مجرد رأي : ٣٣٣ ألف متابع ويزيدون: شهادة في حق تجربة إعلامية صنعت فرقاً
قبل نحو ثمانية أعوام، جمعتني الصدفة بلقاء مع الكاتب الصحفي عثمان علام، مؤسس موقع المستقبل البترولي، في مكتب المهندس محمد بيضون خلال فترة رئاسته لشركة بتروزيت. كان ذلك اللقاء بداية حديث طويل عن التجربة الصحفية التي أطلقها علام، والتي رأيتها ولا أزال علامة فارقة في الإعلام البترولي المتخصص.
يومها قلت له إن الطريقة التي اختار أن يقدم بها الصحافة المتخصصة تمثل سابقة مهنية و مدرسة جديدة سار على نهجها كثيرون، لأنها ارتكزت على الموهبة الحقيقية، والقدرة على قراءة ما وراء الخبر، ونقل نبض قطاع حساس وحيوي بكل صدق ومهنية.
ولعل أهم ما ميّز مسيرته هو الثقة التي بناها مع العاملين والقيادات في قطاع البترول المصري على مدار سنوات. ثقة لم تأتِ مجاناً، بل تشكلت من صدق النية، ووقوفه إلى جانبهم في قضاياهم الكبيرة قبل الصغيرة، حتى أصبح دون مبالغة مرآة صادقة تعكس أوضاع القطاع، وتقدم صورة واضحة عن تفاعلاته وتحدياته.
لقد قلت له مراراً إن امتلاكه لناصية الكلمة، كتابةً وحديثاً، يضع على عاتقه أمانة مهنية ومسؤولية أخلاقية؛ فموهبته ليست مجرد قدرة على سرد الأخبار، بل قدرة على صناعة تأثير وترك بصمة في وجدان مجتمع مهني واسع يقترب اليوم من ٤٠٠ ألف عامل وأكثر.
وطلبت منه وما زلت أن يؤسس مدرسة إعلامية حقيقية في هذا النوع من الصحافة المتخصصة، تجمع حولها عناصر شابة موهوبة، وتمنح القطاع صوتاً احترافياً وحرّاً يعبر عن واقعه وقضاياه. فالثقة التي منحها له مجتمع البترول تستحق أن تتحول إلى سردية مؤسسية، وإلى منصة صحفية مرجعية تحظى بالدعم والتعاون من القيادات والعاملين.
اليوم، أصبح عثمان علام بكتاباته، وتحليلاته، وحتى ضحكاته وغضباته مؤشراً حيوياً يعكس حالة هذا القطاع. قد تتشابه الأخبار في مضمونها بين الصفحات، لكن زاوية التناول، والقراءة المهنية، والمتابعة الدقيقة، هي ما تؤكد أن المستقبل البترولي لم يعد مجرد موقع… بل أصبح ظاهرة إعلامية تملك تأثيراً حقيقياً.
ستبقى كلماتي له دائماً: انتبه لرسالتك… وارتقِ بتجربتك،وأسّس لمدرستك. فالموهبة ليست امتيازاً فحسب، بل عطاء وأمانة.والسلام .
#سقراط - وائل عطيه