مجرد رأي:إيهاب رجائي بين التقرير والواقع
لا شك أن التقرير الذي نشره موقع المستقبل البترولي اليوم قد حظي بتحليل دراماتيكي لشخصيات الصف الأول من قادة قطاع البترول. ويبدو في التقرير أنه اتجه إلى ربط الأحداث بطبيعة الشخصية، وهو ربط صعب إلى حد كبير، إذ تتحكم فيه الرؤية الشخصية لمعايير التحليل وظاهر الأحداث، وربما غابت عنه بعض الأبعاد الأخرى.
وعلى كل حال، فهو تقرير يؤرخ لفترة هامة من تاريخ قطاع البترول نمر بها حاليًا.
ومن المثير للانتباه في هذا التقرير تحليل وضعية المهندس إيهاب رجائي، التي جاءت محصورة في الفترة الأخيرة بعد توليه وكالة الوزارة للإنتاج.
لكن عندما نسلط الضوء على هذه الشخصية، نجد أن لها تاريخًا كبيرًا في العمل البترولي، منذ أن تتلمذ على يد المهندس عبدالله غراب وزير البترول الأسبق في جابكو، مرورًا بعمله في الوزارة مع كل من أشرف فرج وراشد محمد راشد وحسن حطب، وهم من أعلام الاستكشاف في القطاع.
لذلك فإن تكوين شخصيته العملية تأثر بشكل كبير بتعامله مع هذه القامات، فأصبح أكثر عملية ودقة في أطوار عمله، وهو أسلوب قد يختلف إلى حد كبير عن التوجه الميداني لأي وظيفة.
وربما كانت المقارنة غير منصفة نوعًا ما بينه وبين شخصيات تولّت وكالة الوزارة قبله، لأن طبيعة كل شخصية تختلف في قدرتها على إظهار المخرجات بالطريقة نفسها.
لا يمكن لأحد أن ينكر دور إيهاب رجائي التاريخي في عمله مع العديد من الوزراء، آخرهم المهندس شريف إسماعيل، إذ كان حلقة وصل مهمة بين الوزارة وكل الجهات التنفيذية بالقطاع. ثم تقلده رئاسة العديد من الشركات الهامة بالقطاع، وكان آخرها شركة ثروة. ثم جاء إلى وكالة الوزارة، وهو الدور الذي اضطلع به مؤخرًا بأداء مختلف عن سابقيه، قد لا تظهر أبعاده الحقيقية للكثيرين.
التقرير مهم، وننتظر بقية شخصياته التي تمثل بالفعل علامات مهمة في تاريخ القطاع ومستقبله. كما أن التقرير يقدم تحليلًا جيدًا للأحداث والشخصيات، يستطيع من خلاله القارئ أن يجد إجابة عن كثير من الأسئلة المثارة على السطح، وإن كان من الأفضل أن يُمنح جانب — ولو بسيط — لتاريخ كل شخصية قدر الإمكان.
والسلام،
سقراط