سيد غنيم يكتب: ماذا لو جاء ناجي للأنابيب وذهب حجاج لأسيوط؟
الاختيارات في القيادات دائمًا ما تكون موضع تقييم، لاسيما حين يتعلق الأمر برئاسة الشركات داخل قطاع البترول.
والحقيقة أن المتابع الجيد لمطبخ الأحداث داخل شركتي أنابيب البترول وأسيوط لتكرير البترول يرى أن أمام الوزير المهندس كريم إبراهيم بدوي فرصة حقيقية لإنجاح العمل فيهما بشكل أكبر مما هو عليه حاليًا.
فشركة أنابيب البترول تمثل أزمة واضحة في اختيار رئيس لها منذ سنوات، ومعظم من تعاقبوا على قيادتها خلال الفترة الأخيرة واجهوا عقبات ومشكلات داخلية وأزمات في دهاليز العمل، انتهى الكثير منها بنهاية درامية أدت إلى ترك المنصب.
ومنذ تولي المهندس حجاج كيلاني رئاسة الشركة، كان هناك نوع من التفاؤل والاستبشار بالرجل، غير أن الواقع يشير إلى أنه لا جديد في إدارة الأنابيب، ولا يوجد تطور في الأداء كما كانت تأمل قيادات الهيئة والوزارة. وعلى الرغم من أن الرجل صاحب خُلق دمث، وبذل محاولات عديدة للسيطرة على مجريات العمل ودفعه نحو الأفضل، فإن الواقع يجسد المقولة: “ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.”
وفي المقابل، منذ تولي المهندس محمود ناجي رئاسة شركة أسيوط لتكرير البترول، تشهد الشركة تطورًا واضحًا ومكاسب فعلية، ودخول آفاق جديدة في العمل، وهو أداء أشاد به كل المعنيين بمتابعة نشاط القطاع.
نحن هنا نطرح وجهة نظر يرى كثيرون أنها ستكون الأفضل والأكثر فاعلية في إدارة الشركتين، مع الاحتفاظ بقيادتين تمتلكان إمكانات حقيقية؛ وإن كان ناجي أكثر خبرة، فإن حجاج أيضًا يمتلك خامة جيدة، إذا ما تم وضعه في المكان المناسب لقدراته الحالية.
ومن وجهة نظرنا، فإن الأفضل هو إسناد رئاسة أنابيب البترول إلى المهندس محمود ناجي، لما لديه من خبرة ومعرفة قوية بتفاصيل العمل بها، إلى جانب إمكاناته الشخصية التي تتناسب مع طبيعة العاملين بالشركة، بما يسمح بإنقاذ هذا الصرح الكبير وإعادته إلى المسار الصحيح.
إن خطورة أوضاع شركة أنابيب البترول وتداخلها في العمل مع شركات عديدة بالقطاع يحتم على مسؤولي الهيئة والوزارة الالتفات إليها قبل فوات الأوان، إذ لن تكون هناك رفاهية الوقت أو تعديل القرارات حين تتفاقم الأمور، وقد تكون العواقب وخيمة إذا استمر تأخر ضبط الأداء وتطوير منظومة العمل فيها.
وفي المقابل، فإن المهندس حجاج كيلاني هو أحد أبناء شركة أسيوط لتكرير البترول، ويمكنه النجاح في قيادتها دون أن يواجه الصعوبات ذاتها الموجودة في شركة أنابيب البترول.
ختامًا، فإن الأوضاع الحالية في الشركتين تسمح بإعادة ترتيب المشهد والقيام بتعديل أو تبادل الأدوار بين القيادتين دون أي مشكلة. ولذلك، فإننا ندق ناقوس النصح والإرشاد قبل أن يسرق الوقت الأفكار وتصبح صعبة التحقيق.