السبت 22 نوفمبر 2025 الموافق 01 جمادى الثانية 1447

الأحمر ... خط أحمر يا سيد أبوالفتوح

471
المستقبل اليوم

النادي الأهلي مؤسسة عريقة تأسست في 24 أبريل سنة 1907، وكان أول رئيس له هو عمر بك لطفي، الحقوقي المعروف وصاحب فكرة إنشاء النادي ليكون تجمعاً لطلاب مصر. وهكذا كان النادي الأهلي منذ نشأته مرتبطاً بجيل الطلاب وصغار السن الذين ظلّوا على العهد معه حتى أصبحوا آباء وشيوخاً.

وللنادي الأهلي تاريخ عريق في الحركة الوطنية؛ فقد كان في واجهة الأحداث منذ العصر الملكي، حيث كان من وجهات الاحتفالات الملكية الكبيرة، وفيه تغنت السيدة أم كلثوم بروائعها الخالدة، ومنه انطلقت الثورات. كما كان له مكانة خاصة لدى مجلس قيادة الثورة بعد عام ١٩٥٢.

ويأتي على نفس السياق البنك الأهلي، وهو المؤسسة المالية الأولى والأكبر في مصر. تأسس في عام ١٨٩٨، وكان أصحاب فكرة إنشائه رافائيل سوارس والإنجليزي أرنست كاسل برأس مال قدره مليون جنيه إسترليني. وهكذا ترى مدى عراقة هذه المؤسسات التي تمد جذورها في أعماق التاريخ، وحملت على أكتافها الدولة المصرية جيلاً بعد جيل.

وعندما تنطلق بعض التصريحات غير المسؤولة التي تستهزئ بمتانة هذه المؤسسات، فيجب أن تُواجَه بكل حزم. فالمسؤول يجب أن يعي تصريحاته جيداً، وما أطلقه مسؤول كبير في البنك الأهلي — حتى ولو على سبيل المزاح — لا يجب أن يمر بسهولة. فعندما يصرّح بأن انهيار التعليم سببه أن الطلاب “أهلاوية”، فهو تصريح يدل على سطحية شديدة واستخفاف بملايين المصريين الذين يمثل لهم النادي الأهلي رمزاً كبيراً.

هذا المسؤول لم يَعي أنه يقدح في شباب جيل Z بأكمله، ويستهزئ أيضاً بجيل من الكبار تربى على حب واحترام النادي الأهلي. ولم يكن يتوقع أن يواجه بتلك العاصفة من الانتقادات الحادة، والأهم من ذلك دعوة كثير من رجال الأعمال الأهلاوية الكبار إلى سحب أرصدتهم من البنك وتقديم شكوى ضده إلى جميع المسؤولين الكبار في الحكومة والبنك المركزي.

تصريح غابت عنه الحكمة، ولم تُحترَم فيه قيمة الوظيفة التي يشغلها المسؤول، حتى وإن كان على سبيل المزاح كما قال في اعتذاره. بينما كان همه الأول هو البحث عن مَن قام بتصويره! وهذا أيضاً يدل على سطحيته في التعامل مع الموقف، لأن كل الأحداث حالياً يتم تصويرها ورفعها على وسائل التواصل في ثوانٍ دون أن نعرف من التقطها. ويذكرنا هذا الموقف بمسؤولين يبحثون في تليفونات الموظفين عن الأخبار التي تُنقَل عن شركاتهم، وهو تفكير ساذج يدل على عدم وعي بقوانين عصرنا الحاضر، وترك المبدأ الأساسي وهو: صحة الخبر من عدمه.

النادي الأهلي هو نادي مصر الأول بلا منازع، سواء كنت من مشجعيه أو من غيرهم، فهذا لا يغيّر من الأمر شيئاً. وهو معقل الشباب وجيل الطلاب، وحلمهم الدائم أن يكونوا من منتسبيه. وأي تجاوز في حق هذه المؤسسة المصرية العريقة يجب أن يُجابَه بكل قوة، وأن يأخذ القانون مجراه مع أي متجاوز مهما كان منصبه، ليكون ذلك درساً لهواة التصريحات غير المنضبطة.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط