الجمعة 21 نوفمبر 2025 الموافق 30 جمادى الأولى 1447

العام ال50 و فيلم العيد

276
المستقبل اليوم

لا يكتمل لنا عيد إلا بفيلم العيد، فهو فرحة اليوم الأول بعد عناء وصيام. لا نشعر بطعم وحلاوة العيد بغير هذا الفيلم الذي عشنا وتربينا عليه وينتظره الكثيرون صغارًا وكبارًا من العام إلى العام. لم يُخلف قطاع البترول وعده معنا، وأبى إلا أن يكون لعيده الذهبي فيلم.وهو تقليد جديد وجميل يُحسب لإدارة الإعلام بوزارة البترول. لاكتساب ثقة وحب العاملين والمواطنين.

فيلم تسجيلي قصير نسبيًا، فيه من الفن والحرفية والموهبة الكثير.

أول كادر فيه صُمّم بذكاء شديد بأغنية حليم – عدى النهار كخلفية موسيقية. يا له من مقطع! تأسرنا في لحظات تلك الأغنية الخالدة التي جاءت بعد النكسة، حين كان الشعب كله رجالًا ونساءً وأطفالًا يسمعونها وهم يبكون دمًا وتتفتّح قلوبهم حزنًا، لا من الهزيمة المريرة فحسب، ولكن من ألم حُمّى الرغبة المستعرة في الثأر واسترداد الكرامة.

يصدح صوت حليم مع لقطات تكشف كيف سُرقت حقولنا ونظرات العمال الحزينة حسرة عليها، وهي تقف عاجزة عن رد المعتدي. كانت بحق رائعة الإخراج.

يأتي مشهد شهداء الزيتيّة بعد ضربها بطائرات العدو ليفطر القلوب ويزيد الجراح. ترى فيها شهداء البترول الأبرار وأجسادهم مختلطة بتراب الوطن الطاهر. وتتساءل: من هؤلاء الرجال؟ نريد أن نعرفهم. هؤلاء هم الأبطال بحق، هم وقود شعلة البترول التي لم تنطفئ على مر السنين، وهم نورها الساطع.

تأتي بعد ذلك مقاطع النصر وقادة جيشنا العظيم في أوج مجدهم، في لقطات تزيح الحزن جانبًا، تمسح الدموع وتضمد الجراح. ويتسلم جيل قادة البترول الأوائل منهم حقولنا المنهوبة، وترى المهندس عزالدين هلال ساطعًا في مشهد العودة فرحًا سعيدًا وهو يحتضن مفاتيح حقول البترول ويرفع العلم عليها من جديد. هؤلاء هم من كانوا سند ودرع هذه الدولة على مر الأيام.

تأتي النهاية السعيدة في لقطات الحداثة والتطور الكبير في منشآت البترول الحديثة، بعد أن أصبحت من علامات دولتنا الجديدة ومركزًا من مراكز قوة هذا الوطن. لقطات جميلة ومنظمة ومختارة بعناية، ولكنها قصيرة وسريعة، كنا نتمنى أن تكون أطول.

الفيلم في عمومه جميل؛ بدايته أخذتنا بعيدًا إلى ذكريات الحزن والألم، ووسطه أهازيج الانتصار وعودة سيناء وحقولها إلى أحضان الوطن، ونهايته مشرقة بالحداثة والتطور، مفعمة بالأمل والعمل.

اختيار شخصيات التعليق كان موفقًا: المهندس مصطفى الأفندي، ورضا مصطفى، وعبد العليم طه، والصحفي عادل إبراهيم… كلهم كانوا شهودًا على العصر وعاصروا كل هذه الأحداث.

تحية تقدير لكل من قام على هذا العمل الجميل الذي جسّد بحق تاريخًا طويلًا للبترول في عدة دقائق؛ كل دقيقة كانت سنوات حافلة بالأحداث والأحزان والانتصارات والإنجازات.

تحية لإدارة الإعلام بالوزارة على هذا العمل الرائع الذي أعطى ليوم العيد رونقه، وألبسه ثوب الرقي والاحترام، ومنح الثقة في دور هذه الإدارة الفاعل في مسيرة العمل بوزارة البترول.

وبالفعل… اكتمل العيد بفيلم العيد.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط