الأحد 16 نوفمبر 2025 الموافق 25 جمادى الأولى 1447

إبراهيم توفيق يكتب: وفاء رئيس تاون جاس الذي كرم التاريخ

645
المستقبل اليوم

قيام المهندس محمد فتحي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة تاون، بتكريم رؤساء مجلس إدارة الشركة السابقين منذ تأسيسها — بداية من المهندس محمد الغنام أول رئيس لها، مرورًا بالمهندس إبراهيم شوكت، الرئيس الثاني للشركة رحمهما الله، وقد تسلّم عنهما نجلاهما — ثم المهندس محمد عادل عبد الحميد، ثم المهندس سيف الإسلام رحمه الله الذي تسلّم عنه التكريم شقيقه عبد العزيز، ثم المهندس محمد حسانين، يليه المهندس سامي الفرماوي، ثم المهندس ياسر بهنس، وأخيرًا المهندس محمد قنديل… هذا التكريم لرؤساء الشركة بمناسبة عيدها الفضي بمرور ٢٥ عامًا على تأسيسها هو الأول من نوعه في قطاع البترول، ويجسّد أسمى معاني الوفاء، فكان المهندس محمد فتحي مثالًا وقدوة في هذه القيمة النبيلة.

وما كان لهذا أن يحدث لولا أنه نشأ في بيئة نقية وطاهرة، وهذه شِيَم العظماء وروح الأصفياء. وما أروعها من خصلة، وما أعظمها من صفة.

فالإنسان الوفي هو الذي ينظر إلى سابق عهده ويشتاق إلى إخوانه، فالذي لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له. والزمن حلقات متصلة؛ فهو الجذور التي إن انفصلت عن الشجرة ماتت.

وما أشد حاجة الناس اليوم إلى الوفاء في زمن عزّ فيه الوفاء، وفشا فيه الجحود والنكران في قلوب كثير من البشر؛ زمن تتصارع فيه المصالح مع الانتماء، وتتغير فيه الوجوه وتتبدل فيه القلوب، زمن لم يعد الناس فيه يُقاسون بالعِشرة، بل بالمصالح والمكاسب والمنافع.

وللوفاء عندي شجون، فهو قيمة سامية، بل هو أسمى القيم.وإذا أردت أن تعرف وفاء الإنسان وصدق عهده، فانظر إلى حنينه لوطنه واشتياقه لإخوانه. وها هو المهندس محمد فتحي دائم الحنين إلى الشركة الأم التي التحق بها في بداية عمله، وتعلم فيها واكتسب خبرته منها، فهو دائم الحديث عنها وعن من زاملهم فيها.

إن صفة الوفاء لدى المهندس محمد فتحي تقترن بصفة أخرى لا تقل عنها جمالًا، وهي الإخلاص في العمل. وأنا ممن يرى أن الإخلاص في العمل يعادل الإخلاص في العبادة؛ فهما جناحان لا يراهما الناس، لكنهما يرفعان صاحبهما عاليًا فوق تقلبات القلوب، وهما سرّ الثبات حين تتلون الوجوه، وضياء الذاكرة بعد أن يطوي الغياب ظلاله. ومن امتلكهما امتلك خلودًا في قلوب الآخرين.




تم نسخ الرابط