السبت 15 نوفمبر 2025 الموافق 24 جمادى الأولى 1447

مجرد رأي: عادل سعيد…الغائب الحاضر

232
المستقبل اليوم

ورقة أخرى تسقط من شجرة عظماء البترول؛ تلك الشجرة التي ظلّت وارفة تظلّل العاملين بسجل حافل من الأعمال والإنجازات، كانت وما تزال الضوء في ظلام طريق طويل من التحديات والصعوبات.

كان عادل سعيد واحدًا من أولئك الذين ارتوت هذه الشجرة بعرقهم وجهدهم لتظل وارفة تدبّ فيها الحياة. كان علامة في تاريخ الهيئة المصرية العامة للبترول، هذه القلعة التي ضمّت في جنباتها عظماء استطاعوا أن ينيروا الطريق لأجيال وأجيال.

كان حارسًا أمينًا على اتفاقيات مصر جميعها؛ يجلس في مكتبه في هدوء، يدرس بعناية كل خطوة، وكل كلمة تخص عقود وشروط الاتفاقيات الجديدة. كانت لغته محكمة ومضمون عمله لا لبس فيه ولا غموض. كان يعلم جيّدًا أنه يجلس في مقعد الأوائل الكبار مثل الدكتور وفيق مشرف وغيره كثيرون، ويدرك عمق المسؤولية… ويا لها من مسؤولية.

ظلّ يكدّ ويكدح في هذا المحراب حتى نال منه الإجهاد، وضاعت الأعصاب، فلكلٍّ منّا قدرة على الاحتمال. كان له أن يتّجه إلى شركة ثروة وهي في مقتبل طريقها الجديد، مع اتفاقيات مستحدثة وتكليف بتشغيل شركات إنتاج قائمة. لم يكن هناك سوى هذا الرجل ليؤتمن على هذا الوليد الجديد، فكان نعم الأب ونعم القائد.

تدثّرت شركة ثروة بثوب الطمأنينة بعد خوف، وأصبح لها درع وسيف في هذا القطاع الصعب. هؤلاء هم عظماء قطاع البترول؛ لا تنتهي سيرتهم، ومآثرهم تحتاج منا إلى صفحات وصفحات.

لن ينسى القطاع مثل هؤلاء القادة، وسيذكرهم التاريخ بأحرف من نور، حتى وإن غيّبهم الموت. السيرة باقية تلمع كنور الشمس، لا يمكن أن تغيب حتى وإن ارتحلوا مع قافلة الراحلين.

رحم الله الأستاذ الكبير عادل سعيد، رائد الاتفاقيات وأحد مؤسسي علمها الواسع.
وسلامٌ عليه في الدارين.والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط