الجمعة 14 نوفمبر 2025 الموافق 23 جمادى الأولى 1447

د محمد الجاويش: الذكاء الاصطناعي يقود تحولاً نوعياً في صناعة الغاز المسال (LPG)

138
المستقبل اليوم

شهدت قمة ومعرض الغاز البترولي المسال لمنطقة الشرق الأوسط في مسقط عرضًا شاملاً حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة الغاز البترولي المسال (LPG)، قدمه الدكتور محمد الجاويش رئيس مجلس إدارة شركة مينا تريدكس مصر، حيث استعرض خلاله الرؤية الحديثة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة التشغيلية، وتعزيز السلامة، وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية في هذا القطاع الحيوي.

تحديات الصناعة وفرص التحول

أوضح د. الجاويش أن شركات الغاز البترولي المسال تواجه اليوم مجموعة من التحديات، أبرزها تقلبات السوق، وتعقيدات التشغيل، وضغوط الاستدامة البيئية، مما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة استراتيجية حيوية قادرة على تحسين الأداء وخفض التكاليف وتعزيز التنافسية. وأكد أن مستقبل القطاع يعتمد على الدمج المتوازن بين التقنيات الذكية والخبرة البشرية لبناء منظومة تشغيلية أكثر كفاءة ومرونة.


تحسين عمليات الإنتاج والإمداد

أشار العرض إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في التحسين اللحظي لعمليات الإنتاج من خلال المراقبة المستمرة لمعلمات التشغيل مثل الضغط ودرجة الحرارة ونسب المزيج، مما يضمن ظروف تشغيل مثالية تقلل من استهلاك الطاقة والفاقد وتحسن جودة المنتج.
ويتحقق ذلك عبر التحليلات التنبؤية وأنظمة التحكم الذكية وخوارزميات ترشيد الطاقة، ما يؤدي إلى رفع الكفاءة وتقليل الانبعاثات والتكاليف التشغيلية.

 

ثورة في التخزين والنقل والتوزيع

تناول د. الجاويش في عرضه ما سماه بـ”الذكاء اللوجستي”، الذي يعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتوقع الطلب وتحسين إدارة المخزون، ومنع النقص أو التخزين الزائد.
كما تتيح تقنيات الصيانة التنبؤية وإنترنت الأشياء مراقبة حالة الخزانات وخطوط الأنابيب بدقة عالية، مما يعزز الاعتمادية التشغيلية ويقلل المخاطر والانبعاثات.إضافة إلى ذلك، تسهم أنظمة تحسين مسارات النقل الذكية في خفض تكاليف التوزيع عبر تحليل حركة المرور والطقس في الوقت الحقيقي.


التحول الرقمي في خدمة العملاء وإدارة الأسطوانات

أكد الجاويش أن الذكاء الاصطناعي أحدث نقلة نوعية في تجربة العملاء عبر التواصل الذكي والتخصيص الدقيق للخدمات.
وتشمل التطبيقات العملية: تتبع الأسطوانات بتقنية RFID أو QR، واستخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف العيوب، والتسعير الديناميكي، وروبوتات الدردشة لخدمة العملاء، والتسويق الموجه بناءً على بيانات الاستهلاك، إلى جانب التقييم الذكي للجدارة الائتمانية للموزعين.


تعزيز السلامة والالتزام

أبرز التقرير الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في تعزيز السلامة وإدارة المخاطر، حيث تتيح أجهزة الاستشعار الذكية وخوارزميات التعلم الآلي الكشف المبكر عن الأعطال والانحرافات التشغيلية قبل وقوعها، ما يقلل من الحوادث والتوقفات المفاجئة.كما تدعم تقنيات الكشف اللحظي عن تسربات الغاز وخرائط المخاطر والتحليل التنبئي للحوادث سلامة العمليات واستجابة الطوارئ.


الاستدامة وإدارة الكربون

تطرق العرض إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في دعم التحول نحو التشغيل النظيف عبر:
  •   تحليل وتتبع الانبعاثات.
  •   تحسين مزج الغاز مع بدائل متجددة مثل DME والبيو-LPG.
  •   تقييم دورة الحياة البيئية وتقليل البصمة الكربونية.
وأشار إلى أن ذلك يسهم في تحقيق أهداف الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) ويعزز مكانة LPG كوقود انتقالي نظيف.

الأثر الاقتصادي والبيئي

أوضح الجاويش أن تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 30٪ وتوفير الطاقة بنسبة 25٪، مما يرفع الكفاءة ويزيد الربحية ويقلل الفاقد التشغيلي.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمثل جسرًا يربط بين الطاقة التقليدية والمتجددة، ويساعد على دعم أهداف إزالة الكربون دون المساس بأمن الطاقة.


النماذج المستقبلية والتحول الذكي

استعرض العرض أبرز الاتجاهات المستقبلية في القطاع، ومن بينها:
  •   نماذج التحكم التنبؤية (MPC) لتحسين الاستقرار والإنتاجية.
  •   الذكاء الاصطناعي العام (AGI) لتوفير قرارات شبه بشرية في المواقف التشغيلية المعقدة.
  •   التكامل بين الذكاء الاصطناعي وأنظمة الطاقة المتجددة لإعادة تعريف دور الغاز البترولي المسال كوقود نظيف في منظومة الطاقة العالمية.

اختتم د. محمد الجاويش كلمته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم حقيقة عملية وليست مجرد فكرة نظرية، وهو يمثل ممكّناً أساسياً لا بديلاً عن العنصر البشري.
وشدد على أهمية الشراكة بين الإنسان والآلة لتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات التقنية، موضحاً أن التحول الجريء نحو الذكاء الاصطناعي سيكون العامل الحاسم في تحديد ريادة شركات الغاز البترولي المسال ونجاحها المستقبلي.




تم نسخ الرابط