الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 الموافق 13 جمادى الأولى 1447

مجرد رأي: ماذا حدث في الحرم؟

470
المستقبل اليوم

ارتجفت بيوت المحروسة مساء أمس وهي ترى الاعتداء على سيدة مصرية جالسة في طرقات الحرم المكي خلال أداء فريضة العمرة.

تبدو من المقاطع أن السيدة وزوجها ليسا من طبقة بسيطة أو فقيرة، أو من هؤلاء الذين اعتدنا منهم تصرفات بدائية، أو لنقل عفوية لا تعجب الإخوة القائمين على تنظيم حركة الحجيج في هذا المبنى الضخم.

فجيعة المصريين كانت في طريقة تعامل رجل الأمن مع السيدة وسحبها من يدها بطريقة فجة، مما جعلها تتدلّى وراءه وتسقط على الأرض، الأمر الذي دعا زوجها إلى محاولة التدخل لوقف هذا التصرف المهين، وهو ما قوبل أيضًا بتصرف خشن للغاية من فرد الأمن.

وكما سردت بعض المواقع، فإن الرجل قد تعرض بعد ذلك إلى ضرب مبرح من مجموعة من القائمين على النظام، وأنه تم نقله إلى المستشفى بين الحياة والموت.
الواقعة أثارت احتجاج المصريين في تعليقاتهم، خاصة فيما تعرضت له السيدة من اعتداء غير مبرر، مؤكدين أن الوعي العام المصري ما زال يرفض الاعتداء على المرأة بأي شكل، وأيًا كانت الأسباب.

ونحن ندرك أن هذا حادث فردي لا يعبر عن وضعية النظام العام المعمول بها، ونُقدّر حجم المعاناة التي يواجهها الأفراد القائمون على الأمن هناك في هذا الزحام الرهيب. ونعرف أيضًا أن هناك بعض التصرفات السلبية التي قد تصدر من بعض المعتمرين البسطاء عن قصد أو بدونه، ولكن يبدو أن الأمر في هذه الحالة لم يكن يتحمل كل هذا الشطط في التعامل، وأن القول الحسن وإسداء النصح والأمر بالتحرك كان كفيلًا بإنهاء الموقف في مهده، دون استخدام الأيدي مع امرأة أو حاج أعزل ثار لكرامته، وهم في النهاية ضيوف على بيت الله.

نرجو أن نرى تدخلًا عاجلًا من الخارجية المصرية في هذا الموضوع، والإفراج عن هذا الرجل المقبوض عليه حسبما أشارت بعض الأنباء، ولا داعي لإحداث توتر بين الشعبين على خلفية هذا الحادث، لأن الوسط العربي للأسف ممزق بما فيه الكفاية.

ويثور التساؤل داخل جنباتي:
لماذا أصبحت رحلة العمرة صعبة ماديًا ومعنويًا بهذا الشكل؟ وهل أصبحت أيضًا غير معلومة العواقب؟والسلام،،

#سقراط




تم نسخ الرابط