رعب مُشَكَّل وزمان بعيد عن الإنسان…شيماء محمد
كان زمان الرعب حكاية بنضحك عليها قبل النوم ونتسلى ..دلوقتي بقى واقع عايش في العيون وخلى النوم عن الجفون ولى ...ساكن فى القلوب وما بيسيبناش ولا يوم...رعب بألف شكل و ألف لون يتخبي فى الظل...ويطلّ علينا حتى من التليفون.
أم تصحى على قلق... وتنام على وجع...تحضن ابنها وتودّع قلبها معاه... فى كل يوم صحبه معاه ولا ألف دعوة ..وسايباه فى حماية المولى ..الطريق بقى غول.. والناس غريبة...والضحكة بقت حِسبة... والخطوة صارت وراها مصيبة.
بنت ماشية تخاف من الهوا..ومن كلمة... ومن نظرة... ومن نية مخبية جواها الأذى...التحرش بقى سُمّ فى الكلام...وبيمشي على رجلين وسط الزحام...ولاد بتتخطف من حضن الأمان...ولاد بتتبدّل فيها الأحلام بالغليان... ولاد بتقتل أصحابها كأن الدم عادي...وكأن الرحمة غابت وادفنت وخليك كوول وحتى اسأل دادى ..فيلم رعب وحفظينه ..بس ازاى نقلده لازم.. حتى لو مش من العقيده ولا دينه..نقتل ونقطع ..بس ده كلام ..نجود كمان وناكل لحمة الانسان.
جيل بقى تايه بين لعبة بتبرمج عقله وفيديو بيعلّمه الغلط كأنه حقه...الدماغ بتتمسح... والقلب بيتجلّد...والشر بيتغذّى على البراءة لما تتوئد...حتى المذاكرة بقت كابوس مطوّل...والمدرسة مبقتش للعلم...ده عبء متأوّل...
الأم تذاكر وتنهّد... وتدعي وتتحمّل...وتقول... يارب هونها…وخليها تعدى ..وكان شبح التعليم والشهادة..مكنش بس عليها كفاية .
الرعب بقى فى كل ركن وزاوية...
فى صُحبة بايعة...وفى كلمة خادعة...وفى جيل بيجري وراه الخطر... وهو فاكره متعة...
تسأل أم... مرعوبة من إيه؟...
تضحك بدمعة وتقول...من كلّ حاجة والله يا بيه...من بكرة اللى مش باين...ومن النهار اللى مش باين له اخر...ده رعب مُشَكَّل... ما بيتوصفش..والحل ليه مبينوجدش...
ولما تحلم...ما بتحلمش بفلوس ولا بمكانة...ده كل حلمها إن ابنها يرجع بخير من درس ..تمرين وحتى المدرسة...وإن بنتها ترجع مبتسمة..مطمنة….من غير ما تكون انجرحت..من صحبة تكون باينة كويسة...
بقى حلم كل أم بيتلخّص فى أغنية بسيطة...تغنيها وهى بتجرى ورا الأمان.
و هات إيديك يا وَلَا... وتعالى نِجرِي! نِجرى من خوف... من فوضى .. من الايام... من زمن غريب ما بقاش يليق بالانسان..