السبت 18 أكتوبر 2025 الموافق 26 ربيع الثاني 1447

14 مليار برميل قابلة للاستخراج..تعرف على حقل غرب القرنة 2 العراقي

111
المستقبل اليوم

في قلب الجنوب العراقي، وعلى مساحة شاسعة تبلغ 340 كيلومترًا مربعًا شمال غرب محافظة البصرة، يقف حقل غرب القرنة 2 واحدًا من أكبر حقول النفط في العالم، محتضنًا احتياطيات نفطية هائلة تُقدَّر بنحو 14 مليار برميل قابلة للاستخراج.

وحسب منصة الطاقة ، يُعَدّ الحقل ركنًا أساسيًا في الاقتصاد الوطني، ليس فقط لما يدرّه من إيرادات مالية ضخمة عبر صادرات النفط، بل أيضًا لما يوفّره من آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب مشروعات التنمية المجتمعية في المناطق المحيطة به. ويعوّل العراق على الحقل لدعم مستهدفاته الطموحة بزيادة الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.

تعود قصة اكتشاف الحقل إلى عام 1973 عندما عثر عليه جيولوجيون سوفيت. ورغم تعثر تطويره بسبب العقوبات الأميركية مطلع الألفية، فقد استأنفت وزارة النفط العراقية المشروع عام 2009 عبر اتفاق مع تحالف لوك أويل الروسية و”ستات أويل” النرويجية، قبل أن تنسحب الأخيرة عام 2012 وتستحوذ لوك أويل على حصتها.

في عام 2014، بدأ الإنتاج التجاري ليصل سريعًا إلى 380 ألف برميل يوميًا، بينما يبلغ إنتاجه الحالي نحو 480 ألف برميل يوميًا، بواقع 450 ألف برميل من مكمن المشرف و30 ألف برميل من مكمن اليمامة.

شهد الحقل سلسلة من العقود والتطويرات، أبرزها الاتفاقية الموقعة عام 2013 لرفع طاقته الإنتاجية إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، والاتفاق التكميلي في نوفمبر 2023 الذي حسّن ظروف الاستثمار ومدد عقد الخدمة حتى عام 2045، بما يعكس مكانته الإستراتيجية لدى كل من بغداد وشركة لوك أويل.

تضم بنية الحقل التحتية منشآت متطورة تشمل محطة مركزية لمعالجة النفط بطاقة 400 ألف برميل يوميًا، 48 بئرًا تطويرية مرتبطة بـ5 منصات، خزانات بسعة 198 ألف متر مكعب، إلى جانب توربينات غازية بقوة 126 ميغاواط، ومنشآت لمعالجة المياه واستخراج الغاز المصاحب.

ويُنقل النفط المنتج عبر خط أنابيب “توبا-الفاو” الذي يربط الحقل بمزارع خزانات طوبا والفاو على ساحل الخليج العربي، ما يسهّل وصوله إلى الأسواق العالمية.

تخطط لوك أويل لزيادة إنتاج الحقل إلى 800 ألف برميل يوميًا خلال عام 2027، في خطوة من شأنها أن تعزز قدرة العراق على المنافسة عالميًا، وترسّخ موقعه كأحد أبرز اللاعبين في سوق الطاقة.

بهذا، يظل حقل غرب القرنة 2 ليس مجرد حقل نفطي، بل قصة عراقية متجددة عن الثروات الطبيعية العملاقة ودورها في صياغة المستقبل الاقتصادي للبلاد.




تم نسخ الرابط