السبت 18 أكتوبر 2025 الموافق 26 ربيع الثاني 1447

مجرد رأي: ماذا لو تم التجديد للمهندس خالد موافي؟

804
المستقبل اليوم

كالعادة، وعند اقتراب موعد تقاعد أي قيادة، تنتشر شائعة التجديد لها كانتشار النار في الهشيم. ستجد دائمًا من يقول إنه حصل من مصدر ما على تلك المعلومة، وهي مدرسة صحفية قديمة مؤسسها الأستاذ هيكل، حين كان يتبنى رأيًا معينًا وينشره إشاعة أو خبرًا، ليجد الرئيس عبد الناصر نفسه مطالبًا بالتفكير في هذا الأمر، ويتبادر إلى ذهنه سؤال: ولمَ لا؟! خاصة عندما يجد ردود فعل إيجابية.

مدرسة قديمة، ولكن من يقوم عليها يجب أن يكون له وزن في أروقة العمل العالي، وعليم بدوائر الأخبار الضيقة. ونشر هذه الإشاعة له احتمالان: إما أنها إشاعة مدروسة بعناية ليكون لها تأثير، كما قلنا، أو أنها بالفعل خبر صحيح. وفي كلتا الحالتين ستجد المؤيد والمعارض.

المؤيد عادةً يهمه التفاعل الشخصي والارتباط بالشخصية ذاتها، سواء على المستوى الإنساني أو العملي، بغض النظر عن أي عوامل أخرى. وفيها بالطبع استمرارية لمصالح وتوجهات تخدم الأطراف المؤيدة التي تقسم بأغلظ الأيمان أن مغادرة هذه القيادة ستؤدي إلى توقف الحياة!!

أما المعارض، فيتجه دومًا إلى الرغبة في التغيير وانتقال دفة القيادة إلى أجيال أخرى، تحرك صفوف المنتظرين وتنفض الإحباط عنهم، والأمل في أن يكون هناك فكر جديد يدفع العربة إلى الأمام. وما بين مؤيد ومعارض تتباين الآراء ويصبح الأمر حديث الساعة.

ولكن الحقيقة الدامغة التي لا تغيير فيها ولا تبديل، أن المهندس خالد موافي من أكفأ وأشطر القيادات وأجلهم أدباً وعلماً ، والحقيقة أيضاً أن الحياة تسير مهما اختلفت الآراء ومهما تغيرت القيادات، وأن لا أحد يدوم في منصب أو قيادة. وأن التجديد، وإن طال أمره، فمصيره إلى زوال بانتهاء السبب منه، ولأن توابعه السلبية أكثر من إيجابياته، إذ يثير حفيظة رؤساء شركات آخرين سيخرجون للتقاعد في نفس الفترة تقريبًا.

بتروبل تحديدًا مدرسة كبيرة ونظام متكامل لا يقف على فرد ولا حتى جماعة، والشركة ستكمل مسيرتها سواء استمر المهندس خالد موافي أم غادر. وعلى الجميع أن يتذكر أن بتروبل عاشت بعد أن ذهب أحمد عبد الحليم، وإبراهيم الشافعي، وفاروق قناوي، وعاطف عبد الصادق، وعبد العليم طه، وحسن عقل، وأحمد درويش، وهم قامات لا تطاولها أي قيادة في وقتنا الحاضر. كلهم ذهبوا وبقيت بتروبل شامخة كبيرة بأبنائها ومديريها وفنييها وعمالها، وسيذهب خالد موافي كما ذهب السابقون، سواءً تم التجديد له أو لم يتم، فكل الناس تذهب ويبقى ما قدمت يداهم .

فلا تأبهوا بأي شائعات ما لم يصدر بها قرار، وعندها سيكون عند صاحب القرار أسبابه ومسوغاته التي سيكون مسئولًا عنها أمام الله أولًا، ومصلحة البلاد العليا ثانيًا، ثم قطاع البترول كله.

ونهاية حديثنا نقول: وله في خلقه شؤون.والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط