تحذير: شخص ينتحل صفة موظف بنك ويسحب 100 ألف جنيه من حساب موظفة بالبترول

لم يعد النصب مجرد مشهد في الأفلام أو حكاية تروى على المقاهي، بل أصبح واقعًا يتكرر كل يوم بأشكال وألوان مختلفة، خاصة عبر الوسائل الإلكترونية. ورغم أن المصريين من أكثر الشعوب استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الرقمية، فإنهم أيضًا من أكثر الشعوب تعرضًا لعمليات النصب الإلكتروني، وكأن التحذيرات اليومية من البنوك لا تجد طريقها إلى آذان البعض.
القصة هذه المرة تخص المستشارة القانونية لإحدى شركات البترول. لم تكن تتوقع أن مكالمة هاتفية في يوم عطلتها – الجمعة – ستكلفها 100 ألف جنيه في دقائق معدودة.
على شاشة هاتفها ظهر رقم غريب، وبجواره على تطبيق “تروكولر” تعريف بأنه البنك المركزي. ردت على المكالمة، فبادرها صوت واثق يخبرها: هناك عملية سحب تتم الآن من حسابك عبر موقع أمازون، وعليك التحرك فورًا لإيقافها !.
ارتبكت المسشتارة القانونية، حاولت الاستفسار، لكن المتصل بدأ يمارس ضغوطًا نفسية متتالية: تهديدات بخسارة رصيدها، إيهام بضرورة سرعة التصرف، وصوت يحمل ما يكفي من الحزم ليجعلها تصدق. تحت وطأة الخوف والارتباك، أعطته بيانات بطاقتيها البنكية من الأهلي ومصر. دقائق فقط، وكان المبلغ قد اختفى ، 100 ألف جنيه تبخرت، ومعها أغلق المتصل هاتفه وكأنه لم يكن.
لم تصمت السيدة، فاتجهت فورًا إلى القسم التابع لمحل إقامتها وحررت محضرًا رسميًا، لتبدأ جهات البحث والتحري ومطاردة هذا المجهول الذي استغل لحظة ضعف وذعر ليمارس جريمته.
لكن السؤال الأهم: لماذا نكرر نفس الأخطاء؟
كم مرة شاهدنا تحذيرات البنوك الصارخة: لا تفصح عن بياناتك لأي شخص عبر الهاتف”. كم مرة قرأنا قصص ضحايا نصب إلكتروني مشابهة؟ ورغم ذلك، نقع في الفخ نفسه وكأننا لم نتعلم.
الحقيقة أننا لم ننجح بعد في التعامل الواعي مع التكنولوجيا الحديثة. لم نأخذ منها الإيجابي، بل وقعنا أسرى لسلبياتها. لم نركز في أبسط تفاصيل حياتنا اليومية. ولو كنا استمعنا جيدًا لصرخات الآخرين ممن سبقونا من الضحايا، لما وقعنا في الشَّرَك ذاته.
لسنا في مجتمع مثالي، ولسنا في “المدينة الفاضلة”. ومع غياب الثقافة الكافية في التعامل مع أدوات العصر، سيبقى المواطن هو الضحية الأولى دائمًا.
الرسالة واضحة: انتبهوا..لا تعطوا بياناتكم المصرفية لأي شخص. فالمكالمات قد تُسقط ضحايا، والضغط النفسي قد يُكلفك كل مدخراتك.
فلتكن قصة المستشارة القانونية درسًا للجميع.. قبل أن نجد أنفسنا غدًا ضحايا جدد.
المستقبل البترولي