الاستغناء عن خبراء الوزارة أحد نتائج المعركة

كان تعبير “تواصل الأجيال” دائمًا على مائدة أحاديث المسؤولين والخبراء والمهتمين بالحياة الاجتماعية وعلومها. وهو ليس نظامًا وضعه البشر، بل قانون حتمي لاستمرار الحياة، فليس هناك عمر يمتد إلى ما لا نهاية.

وضع البشر بصماتهم عليه، وتدخلت فيه المصالح وكثير من الحيل، لكنه ظل في إطاره العام لا يتغير.

لكن الملفت حاليًا، ومع ظهور أجيال جديدة تعيش وتعاصر ثورة معلوماتية هائلة، وأصبح الحصول على أي معلومة يتم في أقل من لمح البصر، تغير تعبير “تواصل الأجيال” ليصبح “تقاتل الأجيال”.

فالجيل الجديد، الذي شَبَّ عن الطوق، أصبح متلهفًا للقيادة، معتقدًا – بل مؤمنًا – أن ما كان الجيل السابق يتعلمه في سنوات، أصبح هو يتعلمه في أيام.ويظل الجيل القديم على إصراره بأن خبرات الجيل الجديد هي خبرات هشّة، متسرعة، ينقصها الكثير من الحكمة والتروي والنظر للأمور بصورة أعمق ومن زوايا مختلفة.

ينادي الجيل الجديد بمنحه الفرصة، ويرى أن أولى خطوات تحقيقها مرتبطة بتخلي الجيل القديم عن مقاعده ومناصبه.
بينما الجيل القديم يقاتل ليظل واقفًا، كـالخيل التي تعيش وتأكل وتنام واقفة، لأنها إذا جلست تموت. أصبحت حرب بقاء في المقام الأول، وهذه أخطر أنواع الحروب، لأنها مرتبطة بالوجود في الحياة نفسها.

الأمثلة واضحة وكثيرة في قطاع البترول، وكانت دعوات منح الفرصة للجيل الجديد، والاكتفاء بما قدمه المخضرمون، من أحد العوامل الفاعلة التي أدت إلى الاستغناء عن عدد كبير منهم، ممن كانوا يعملون مستشارين للوزير.

بالفعل، تغيرت الوجوه من حوله، وأصبحوا جيلاً آخر لا يعرفهم الكثيرون. بالطبع، هم ليسوا من جيل Z الصغير، ولكنهم من جيل الوسط الذي ما زال يملك حيوية وتطلع الشباب. إذًا، الفرصة أصبحت سانحة لنرى الجديد الذي طالما طالبوا بمنحهم الفرصة لتحقيقه.

الموضوع هنا لا يحكمه شعور التربص، ولكنها الرغبة المؤكدة في رؤية الجديد الذي لم يستطع الجيل القديم تحقيقه.

الأفكار الجديدة، وأشكال التعامل، والرؤية المستقبلية، أهم بكثير من مخرجات ومطبوعات الكمبيوتر الجذابة. فالتعامل مع البشر والواقع، لم يستطع أي تطبيق أو كمبيوتر أن يُلغي أهمية العنصر البشري فيه.

قد تبدو هذه الجولة في صالح جيل الشباب حتى الآن، ولكن لم تُعلَن هزيمة جيل المخضرمين، لأن المعركة لم تنتهِ حتى الآن.
#المستقبل_البترولي