مروه عطيه تكتب... لقد هرمنا فى انتظار الترقيات

فى حياة الموظف يمثل الانتظار للترقية واحدة من أكثر المحطات تعقيدا فهى ليست مجرد خطوة إدارية أو انتقال من درجة إلى درجة أخرى، بل هى انعكاس مباشر لتقدير الجهد المبذول والسنوات الطويلة التى قضاها بين الملفات والمكاتب والاجتماعات وفناجين الشاى والقهوة التى تجاوز عددها كل الإحصاءات.
الترقية بالنسبة للكثيرين هى حلم مؤجل... واحيانا تتحول إلىهاجس يومى يثقل النفس ويزرع فى القلب تساؤلات لا تنتهى: متى تأتى اللحظة وينصفنى القدر؟ وفى أثناء ذلك يكتشف الموظف أن اسرع شيئ يترقى فى حياته هو وزنه لا درجته الوظيفية، وان عداد العمر هو الذى يتقدم بسرعة لا السلم الوظيفى.
الانتظار فى حد ذاته هو حالة إنسانية قاسية فهو يخلق الترقب والتقلب بين الأمل والإحباط بين اليأس والرجاء فالموظف الذى يترقب الترقية يعيش بين طموح يدفعه للعمل وقلق ينهش أعصابه كلما تأخر الوقت.
ورغم ما يحمله انتظار الترقية من ضغوط يظل الامل هو العنصر الذى يعيد للعامل توازنه... الامل فى أن يأتى يوم يرى اسمه مدرجا فى الكشوف وقد تحولت ثمرة جهد إلى اعتراف رسمى بمكانته.
انتظار الترقيات رحلة اختبار للصبر والروح المعنوية قد تبدو طويلة ومملة لكنها تظل جزءا من حكاية العمل.
وانتظار الترقية ليس مجرد لحظة إدارية بل هو رحلة إنسانية تختبر الصبر والطموح والثقة بالنفس... ويظل الحلم بالترقية دافعا للاستمرار ورسالة بأن لكل جهد ثمرة حتى لو تأخرت مثل قطار لا يصل فى موعده لكنه فى النهاية يصل