الثلاثاء 07 أكتوبر 2025 الموافق 15 ربيع الثاني 1447

عندما يثور الماء فيكسر القيود..شيماء محمد

397
المستقبل اليوم

الماء لا يوقفه سد… ولا يرده جدار… ولا تعجزه صخرة في المسار…الماء يلين فيلمس القلوب… ويثور فيكسر القيود… ويظل سرًّا للحياة من يوم الخلق إلى يوم الخلود…

كن كالماء…إن أُغلقت في وجهك الأبواب…اصنع لنفسك دربًا بين الصخور…إن ظنوا أنك ضعيف… أريهم قوتك في صمتك… فالماء لا يصيح…لكنه يغرق من به دائما يستهين …

وما بين السياسة والقدر… تظل المياه شاهدًا على حكمة رب البشر…سدود تُقام… ومكائد تُحاك… لكن النيل يمشي بأمر ربه… لا يملكه سلطان… ولا يوقفه إنسان…وما جرى نيل مصر عبر التاريخ إلا لحكمة… وما ضاق إلا ليمتحن الصبر واليقين… ومن ظن غير ذلك ...بالفعل لإنسان مسكين.

فلم تكن المياه يومًا رمز حياة فقط… بل كانت أيضًا سلاح نصر…
ففي أكتوبر المجيد… لم تُهدم الحصون بالصواريخ وحدها… بل فاض الماء على خط بارليف… فجرف الرمال… وفتح الطريق للرجال…هنا لم يعد رمز المياه مجرد  H₂O… بل تحول في مصر إلى H 2-0… معادلة نصر قبل أن تكون معادلة كيمياء… وسلاح عبور قبل أن تكون سر حياة…فأثبتت أن الماء قادر أن يكون فيض حياة… وسيل قوة… وراية نصر ترفرف فوق الرمال…

فالماء لا يُهزم…طريق للحياة… وسرٌّ للنصر… ودرس للأمم أن اللين قد يغلب الشدة… وأن الصبر قد يصنع المعجزة…

فلا تيأس من العقبات… ولا تقف أمام العوائق… بل التف حولها كما يفعل النهر…حتى تصل دوماً إلى غايتك…كما تصل المياه دائمًا إلى أرض مصر .




تم نسخ الرابط