الجمعة 26 سبتمبر 2025 الموافق 04 ربيع الثاني 1447

تحقيقات السلم والطائرة

297
المستقبل اليوم

تشاء الأقدار أن تأتي حادثة توقف السلم الكهربائي في الأمم المتحدة لحظة صعود الرئيس الأمريكي وزوجته عليه، لتوضح للجميع أن التعامل مع الشخصيات العامة والسياسية ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض، حتى في أبسط الأمور. أثارت هذه الحادثة استياء الرئيس وعبّر عنه من على منبر الأمم المتحدة، ووبخ هذه الهيئة بعنف، وحمّلهم مسئولية سلامته هو وزوجته.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن ضرورة فتح تحقيق موسع في هذا الحادث، وفصل كل المسئولين عن تشغيل هذا السلم فوراً وبدون تحديد. كما قام المتحدث باسم الأمم المتحدة بإصدار تصريح عن الواقعة، وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة قراراً بعمل تحقيق شامل للواقعة، نتج عنه تقرير مطوّل يشرح فيه أسباب الحادث والتعطل الذي كان بسبب إشارة خاطئة لنظام الأمان بالمبنى.

مبنى الأمم المتحدة هو من أكبر المباني العالمية، وتصل تكلفة صيانته وتشغيله إلى 4 مليارات دولار سنوياً، ولم يخرج أحد في العالم يقول: ما هذه الضجة، والأمر لا يعدو مجرد صعود على السلالم وانتهى بسلام. مثلما خرج علينا البعض ممتعضاً مما ذكره تقريرنا بخصوص رحلة الوزير الأخيرة مع قيادات البترول في طائرة واحدة وبمحرك واحد إلى حقول شمال سيناء للغاز.

ولعل ما حدث يوضح للجميع أن حديثنا عن طائرة الوزير خلال رحلته إلى حقول شمال سيناء هو واقعة تستلزم التحقيق الفوري مع المسئولين والمنوط بهم ترتيب إجراءات سفر الوزير والوفد المرافق له.

كنا نأمل أيضاً من المتحدث باسم الوزارة أن يخرج ببيان يوضح تفاصيل الرحلة وكافة أبعادها اللوجستية، ربما كانت هناك ظروف أخرى لم تتضح لنا، وحتى نمنع الاجتهادات التي يبديها البعض عن سوء فهم وقلة خبرة.

ما حدث في الأمم المتحدة يوضح بجلاء أن كل موظف يتقاضى راتباً عن عمله مسئول عن كل تفاصيله ويتحمل تبعات أي تقصير أو خلل وبلا مبررات، وخاصة إذا حدثت مع شخصيات هامة، وسوف يغادر موقعه إذا لم يكن قادراً على تحمل أعبائه أو تهاون في أداء عمله. هكذا يتعامل العالم الآن: لا مجال للتهاون أو الاستسهال أو اعتماد نظرية “خليها على الله”، ولذلك يبتعدون عنا بمسافات كبيرة. ولا نعلم، فربما سيتم فصل كل المسئولين عن حادثة السلم البسيطة كما أفادت مصادر الأمم المتحدة.

وما زلنا نؤكد على أن يصدر تقرير عن هذه الزيارة والإجراءات التي اتخذت ضد هؤلاء المسئولين في هذه الشركة، لأن ما حدث أنهم ارتكبوا خطأ جسيماً يجب أن يُحاسبوا عليه، ويكون ذلك درساً للجميع.




تم نسخ الرابط