الأحد 07 سبتمبر 2025 الموافق 15 ربيع الأول 1447

سيد سالم يكتب: الرحمة المهداة والنعمة المسداة

516
المستقبل اليوم

سأل صحابي جليل نبى الهدى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، لما فاضت عيناه بالدمع لموت طفل لإبنته زينب رضى الله عنها . ما هذا يا رسول الله ؟ يسأله عن بكائه ؛ فذلك خلاف ما يعهده منه فى مقاومة المصيبة بالصبر !! فأجابه عليه الصلاة وأذكى سلام ؛ إنها رحمة جعلها الله فى قلوب الرحماء وليس من باب الجزع وقلة الصبر ، وأن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها .

وهناك ايات قرآنية تبين الرحمة فى شخصية الرسول الكريم ؛ مثل قوله تعالى فى سورة الفتح ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم … )، كما تبرز آيات أخرى أن رحمته لم تقتصر على المؤمنين فقط ، بل شملت كل العالمين ؛ كما فى قوله تعالى فى سورة الأنبياء ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .

هذا وقد أثنى عز وجل على نبيه الكريم فى صفاته وأخلاقه وشمائله ؛ فقال سبحانه وتعالى فى سورة القلم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، وجعله الأسوة والقدوة ؛ فنتبعه ونقتدى به فى حياتنا كلها ، حيث قال فى سورة الأحزاب من كتابه العزيز ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) .

وتشرف أمير الشعراء أحمد شوقي بمدح الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فقال :

يا من له الأخلاق ما تهوى العلا
                                    منها وما يتعشق الكبراء 
زانتك فى الخلق العظيم شمائل
                                    يغرى بهن ويولع الكرماء

ولد النبى عليه الصلاة وأذكى سلام فى يوم الأثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، وهو يوافق عام ٥٧١ ميلادي ، وتوفاه الله فى نفس يوم مولده الأثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول من العام الحادى عشر للهجرة الموافق ٦٣٢ ميلادي . يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) .

نحتفي اليوم أيها الأخوة الكرام ومعنا ما يقرب من مليارين من المسلمين فى كل أرجاء الدنيا بذكرى مولد سيد الخلق أجمعين نبى الله وخاتم المرسلين ؛
المتميز جامع الفضائل كلها
                                  خلقاً وخلقاً فذا لذاك متمم

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة والنعمة المسداة وعلى آله وصحبه أجمعين ، وكل عام وحضراتكم جميعاً بخير وكل العالمين .

مع أطيب تحياتي ،،،
سيد سالم أبو غزاله




تم نسخ الرابط