هل ستتأثر شركات البتروكيماويات المصرية بإجراءات الصين وكوريا ؟

تشهد صناعة البتروكيماويات العالمية تحولات جذرية بعد إعلان الصين وكوريا الجنوبية خططاً لإعادة هيكلة قطاعاتهما، في خطوة تهدف إلى مواجهة فائض المعروض العالمي وضعف الهوامش. هذه التطورات تفتح الباب أمام فرص وتحديات جديدة لصناعة البتروكيماويات المصرية، وفقاً لخبراء تحدثوا لـ«الصحيفة».
تعد مصر لاعباً أساسياً في المنطقة عبر عدة شركات كبرى.
•شركة إيثيدكو: أكبر مجمع بتروكيماوي في مصر بطاقة إنتاجية تبلغ 1.35 مليون طن سنوياً من الإيثيلين والبولي إيثيلين.
•شركة سيدبك: تركز على إنتاج البولي إيثيلين والستيرين، وتلبي جانباً كبيراً من احتياجات السوق المحلية مع تصدير فائض محدود.
•شركة موبكو: متخصصة في إنتاج الأسمدة النيتروجينية، لكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسوق البتروكيماويات عبر اعتمادها على الغاز الطبيعي وأسعاره العالمية.
يرى أحد خبراء اقتصاديات الطاقة، أن “القرارات الصينية والكورية بخفض الطاقة الإنتاجية تعني ببساطة ارتفاع الأسعار العالمية لعدد من المنتجات الأساسية مثل الإيثيلين والبولي إيثيلين، هذا سينعكس إيجاباً على شركات مثل إيثيدكو وسيدبك التي تعاني منذ سنوات من ضغط هوامش الربح بسبب الفائض الآسيوي”.
كما يقول خبير اخر، أن “تراجع صادرات الصين وكوريا سيفتح نافذة أمام المنتجات المصرية لتعزيز حضورها التصديري في أسواق أوروبا وأفريقيا، خاصة أن مصر تتمتع بميزة الموقع الجغرافي القريب من مراكز الطلب”.
لكن الفرص لا تخلو من تحديات، إذ يشير الدكتور هشام القاضي، أستاذ هندسة الكيماويات بجامعة الإسكندرية، إلى أن “التحول العالمي يتجه نحو الكيميائيات المتخصصة عالية القيمة، إذا لم تسرع مصر في تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها القومية للبتروكيماويات (2020–2035)، فإنها قد تجد نفسها في موقع المنافسة على منتجات تقليدية منخفضة القيمة”.
كما نبه القاضي إلى أن المنافسة التكنولوجية ستتطلب استثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية مع شركات عالمية، مؤكداً أن “مصر يجب أن تستفيد من اللحظة الراهنة لجذب استثمارات أجنبية وتوطين التكنولوجيا”.
وعلى المدى القصير: الشركات المصرية ستستفيد من تحسن نسبي في الأسعار وزيادة فرص التصدير.
على المدى المتوسط والبعيد: المنافسة ستنتقل نحو الصناعات المتخصصة والتكنولوجيا المتقدمة، ما يحتم على مصر تسريع خطط التطوير حتى لا تخسر قدرتها التنافسية أمام آسيا بعد اكتمال إعادة الهيكلة.