شخصيات: محمد النيل..أول رئيس شركة لتحويل السيارات من أبناء المهنة

في قلب قطاع البترول، تلتصق دائماً التكنولوجيا مع الطاقة، ومن هنا تحتاج للعنصر البشري الواعي والمدرك لهذه الصناعة ، وفي مجال تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي ، برزت شخصية فريدة استطاعت أن تشق طريقها من الورش الفنية إلى قمة القيادة، محققة نموذجًا يحتذى به في المهنية والالتزام والرؤية. إنه المهندس محمد حسن النيل، رئيس مجلس إدارة شركة غازتك، وأول رئيس شركة متخصصة في تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي من أبناء الصناعة الحقيقيين، ممن بدأوا من القاعدة وتدرجوا حتى بلغوا موقع القيادة .

نشأة علمية ومهنية متكاملة

وُلد المهندس محمد النيل في القاهرة يوم 10 أغسطس عام 1974، وتخرج من كلية الهندسة – قسم الميكانيكا بجامعة القاهرة عام 1997، حاصلاً على تقدير جيد جدًا، ولم يتوقف "النيل "عند هذا الحد، بل استكمل مسيرته الأكاديمية بالحصول على دبلومة متخصصة في هندسة الغاز الطبيعي بتقدير ممتاز، الأمر الذي منحه الأساس الفني العميق الذي اتكأ عليه طوال رحلته المهنية.

بدأ النيل مسيرته في شركة “سوزوكي مصر”، ثم التحق مبكرًا بشركة كارجاس فور تأسيسها عام 1998، وهي إحدى الكيانات الرائدة في استخدام الغاز الطبيعي المضغوط كوقود بديل، وفي كارجاس تنقّل بين جميع المواقع الفنية والإدارية؛ من مهندس صيانة إلى مدير محطة، ثم رئيسًا لقطاع، فرئيسًا للإدارة الفنية، إلى أن تولّى منصب مدير عام التحويل، ثم المشرف على تسويق المحطات، ليتوّج هذا المسار بعد ذلك بتوليه قيادة شركة غازتك .

من الخبرة إلى الرؤية:-

السمات التي ميّزت النيل خلال رحلته كانت قدرته على الدمج بين الرؤية والخبرة الميدانية، فهو لم يكن مجرد مهندس، بل صاحب باع طويل في تشغيل وصيانة أنظمة التحويل، وتطوير برامج التحفيز، وتقييم العروض الفنية، وتمثيل الشركات المصرية في مؤتمرات دولية بإيطاليا والأرجنتين والصين والهند.

حصل محمد النيل على أكثر من 70 دورة تدريبية في مجالات تشمل الجودة والسلامة والإدارة والمالية والطاقة، من كبرى المؤسسات والشركات العالمية مثل BOSCH وLandi Renzo، فضلًا عن كونه مدربًا معتمدًا في نظم الجودة والسلامة، ومدربًا فنيًا معتمدًا لوزارة التربية والتعليم.

ملفات على مكتب النيل:-

التحاق المهندس محمد النيل برئاسة غازتك لم يكن مجرد قراري إداري، بل حمل معه مجموعة من الملفات الثقيلة والتحديات، أبرزها:

1. التوسع في محطات تموين الغاز:

غازتك نجحت في تدشين 39 محطة جديدة خلال السنوات الماضية ، ليصل الإجمالي إلى 352 محطة، بما يمثل 43% من سوق السيارات العاملة بالغاز، والتحدي الآن هو التوسع الجغرافي لمحافظات غير مغطاة، وضمان عدالة التوزيع، خصوصًا في مناطق مثل القليوبية.

2. رفع معدلات التحويل للغاز كوقود:
حوّلت الشركة أكثر من 22 ألف سيارة خلال العامين الماضيين، لكنها ما تزال تمثل 45% فقط من السوق، والمهمة القادمة تكمُن في تحفيز أكبر للتحويل عبر التوعية، وتوسيع مراكز الخدمة المتنقلة والثابتة.

3. رقمنة المنظومة والحوكمة:

غازتك بدأت في تطبيق نظم رقمية مثل SAP-ERP وSCADA و”الكارت الذكي”، وتواجه تحديات مثل ضمان حماية البيانات والتكامل بين الأنظمة وتأهيل الكوادر.

4. نقل الغاز المضغوط (CNG) إلى خارج الشبكة القومية:
نجحت الشركة في نقل أكثر من 6 ملايين متر مكعب إلى المنشآت الصناعية والسياحية، وتسعى لتوسيع هذا النشاط ورفع جودته.

5. الاستدامة والبيئة:
فازت الشركة بجائزة “المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية” بفضل مشروعاتها في جنوب سيناء وأسوان، والتحدي الحالي هو الاستمرار في خفض الانبعاثات وتعزيز التوافق البيئي.

6. المنافسة وتعزيز الحصة السوقية:
رغم أن غازتك تهيمن على نحو 45% من السوق، إلا أن المنافسة تشتد، وتتطلب تقديم خدمات مضافة، مثل المرور الرقمي والنقل المتنقل وتحسين خدمة ما بعد البيع.

7. العلاقات الواسعة:

تشمل التحديات هنا العمل بتناغم مع وزارة البترول، والشراكة مع جهات دولية، والاستعداد لأي تغيرات تشريعية أو تنظيمية قادمة.

ملامح خطة التحرك:
من خلال تتبع خطى المهندس محمد النيل، تتضح رؤيته في النقاط التالية:
1.يحتاج خطة زمنية دقيقة لتوسيع شبكة المحطات.
2.برامج توعوية لتحفيز التحويل للغاز.
3.تسريع التحول الرقمي مع حماية الأنظمة من المخاطر السيبرانية.
4.التوسع في الشراكات البيئية والدولية.
5.متابعة أداء القطاعات شهريًا وتقييم مؤشرات الإنجاز.
6.تعزيز التنسيق مع وزارة البترول والمحافظات لضمان تكامل الخطط.

النيل..قيادة من قلب الصناعة:-

ولهذا ، فعندما بحث قطاع البترول عن قيادة حقيقية لملف الطاقة البديلة، لم يكن الاختيار صدفة. فـمحمد حسن النيل ليس مجرد مهندس قادم من خارج الدائرة، بل ابن الصناعة الذي بدأ من أسفل السلم الوظيفي وارتقى بخبرته وكفاءته، واليوم، يقف على رأس واحدة من أهم الشركات الوطنية في ملف الغاز الطبيعي، ليقود المرحلة المقبلة من التحول الأخضر، ويكتب فصلًا جديدًا في قصة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمستدامة.

#سقراط