الإثنين 07 يوليو 2025 الموافق 12 محرم 1447

نون النسوة..أمل البنبي..قانونية البترول التي لها من اسمها نصيب

883
المستقبل اليوم

منذ تخرجها من كلية الحقوق، وحصولها على درجة الليسانس، ثم نيلها درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية، لم تكن أمل البنبي تسير في طريق مفروش بالورود، بل صنعت لنفسها دربًا خاصًا مفروشًا بالعزيمة، مرصوفًا بالكفاءة، ومضاءً بالإيمان بأن التفوق لا يُورّث، بل يُنتزع بالاجتهاد والالتزام.

في بداية رحلتها المهنية التحقت بإحدى أعرق شركات البترول، شركة بترول بلاعيم (بتروبل)، لتبدأ أولى خطواتها في عالم لا يعترف إلا بالنتائج، ورغم التحاقها في بداية الأمر بالإدارة العامة للشئون الإدارية بدافع الخوف عليها من مشقة العمل القانوني الميداني، فإنها أبت أن تكون شخص مدلل، وأصرت على الانتقال إلى الإدارة العامة للشئون القانونية، وهناك، لم تكتفِ بمجرد إثبات الذات، بل أبدعت وتألقت، وتفوقت على زملاء سبقوها بسنوات، فلفتت الأنظار بكفاءتها، وقدرتها على إدارة أعقد الملفات القانونية بروح المحامي وبصيرة القانوني .

تدرجت أمل البنبي في المناصب حتى وصلت لمنصب مساعد رئيس الشركة للشئون القانونية، وكانت وراء تسوية عدد من القضايا المعقدة التي لامست الجوانب القانونية والبيئية والأمن الصناعي، بل وكانت صلة الوصل الفعالة بين قطاعات الشركة المختلفة، والجهات العليا كوزارة البترول وهيئة البترول.

وفي أحلك الفترات، خاصة بعد ثورة يناير 2011، حين تزعزعت الكثير من الكيانات، وترهل النظام الإداري داخل العديد من الشركات ، كانت أمل البنبي أحد العقول التي ساهمت في الحفاظ على استقرار شركة بتروبل وسط الفوضى، متمسكة بالقانون واللوائح، ومؤمنة أن العمل الوطني لا يعرف التراجع.

ثم جاء التحدي الأكبر، حين تم إعارتها إلى شركة أمل للبترول، وهي شركة لم يكن لها آنذاك إدارة قانونية مستقلة، ولا امتيازات إدارية مغرية، فرفضها كثير من الرجال، لكنها قبلت المهمة بروح الجندية، ورأت في التحدي فرصة جديدة للتميز، لا عبئًا يعطلها. فأنشأت من الصفر هيكلًا إداريًا وقانونيًا كاملاً، وأسست إدارة قانونية تعد اليوم من أقوى الإدارات على مستوى القطاع.

وفرت أمل البنبي ملايين الدولارات للدولة، وكسبت قضايا كبرى كانت كفيلة بتغيير موازين الشركة، ولم تكتفِ بالنجاح داخل موقعها، بل صنعت من حولها كوادر قادرة على حمل الشعلة بعدها، وآمنت بأن التمكين لا يكون بالتجميل الإعلامي، بل ببناء قدرات وكفاءات.

ورغم كل هذا التفرد والجهد في العمل العام، لاتزال أمل البنبي نموذجًا متوازنًا بين دورها كأم وزوجة وربة بيت، وواجبها كقيادية تُسهم في رفع اسم مصر في قطاع يُعد من الأعمدة الاقتصادية للدولة، وظلت ولا تزال أمل البنبي حاضرة في العمل النقابي، فتدرجت في نقابة المحامين حتى أصبحت محامية بالنقض والدستورية العليا، وكان لها إسهام مؤثر في الأعمال التطوعية لخدمة زملاء القطاع.

كما شاركت في إنشاء شركة “بترو ويب – غرب البرلس”، وهي شركة منتجة للغاز والزيت يتُدرّ على مصر ملايين الدولارات، وتُعد أحد أنجح الكيانات البترولية الحديثة في القطاع، والتي كانت فكرتها وبصمتها واضحة فيها.

أمل البنبي ليست مجرد قانونية ناجحة، بل قصة وطنية ملهمة، تُجسد حقيقة أن تمكين المرأة لا يحتاج شعارات، بل إتاحة الفرصة، والتقدير المستحق للجهد والعطاء.
#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط