الأحد 06 يوليو 2025 الموافق 11 محرم 1447

مجرد رأي…ما بين سقوط الطائرة وغرق البارجة… رابط واحد

461
المستقبل اليوم

فُجع العالم خلال شهر يونيو من هذا العام بسقوطٍ مروّع لطائرة الخطوط الهندية، الرحلة رقم 171 المتجهة إلى لندن، والتي أقلعت من مطار أحمد آباد في الهند، وعلى متنها 241 راكبًا، لم ينجُ منهم سوى راكب واحد.
طراز الطائرة يُعد من أكثر الطرازات تقدمًا وحداثة في العالم، ويستخدمه العديد من رؤساء الدول كطائرة خاصة نظرًا لتقدمه التكنولوجي الكبير، ولم يسجل هذا الطراز أي حوادث أو انتقادات تذكر على مدار أكثر من عشر سنوات.

ظروف الحادث كانت غاية في الغرابة، إذ فقدت الطائرة كامل طاقتها المحركة بعد 30 ثانية فقط من الإقلاع، وكأنها تعرضت لإغلاق تام ومفاجئ لكل وسائل توليد الطاقة، بلا سبب واضح، لتتحول إلى جسم ثقيل يهوي نحو الأرض كقطعة حجر.

وبعد ذلك بشهر تقريبًا، انقلب الحفار البحري “أدمارين 12” في مياه خليج السويس، وكأنه قارب صغير عبثت به الرياح، رغم كونه جهازًا ضخمًا، مترامي الأطراف، شاهق الارتفاع، ومزودًا بأحدث الأجهزة والخبراء، بل ومحاطًا بوحدات بحرية ذات قدرات عالية.

عند التمعّن في الحادثين، نجد تشابهًا مذهلًا بينهما، فكلٌّ منهما وقع في لحظات معدودة، وبطريقة لا تتناسب إطلاقًا مع الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها الطائرة أو البارجة لمواجهة الطوارئ. وهنا تحديدًا يكمن موطن الحيرة والارتباك.

كذلك، كلا الحادثين أحاطتهما موجات من الغضب والحزن العارم من أهالي الضحايا، مما وضع فرق الإنقاذ والتحقيقات تحت ضغط نفسي كبير، يزيد من صعوبة المشهد وتعقيده.

الناس لم تعد تتقبل ببساطة مثل هذه الكوارث، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الهائل في كل جوانب الحياة. فما فائدة هذا التقدم إن كانت النتيجة موتًا مفاجئًا في لحظات؟

ثمة خيط مشترك يربط بين سببي الحادثين، رغم اختلاف الظروف؛ وعندما يُكشف سبب أحدهما، فسيكون بالضرورة مفتاحًا لفهم الآخر، سواء كانت الأسباب بشرية أو تقنية أو تكنولوجية.

لم يشهد العالم من قبل حادثًا لطائرة بهذا المستوى من التقدم تسقط بهذه البساطة، ولا لسفينة عملاقة تنقلب في لحظة، وكأنها بلا وزن ولا مقاومة.

هذا الرابط سيتضح لاحقًا، بعد أن تهدأ النفوس، ويعلو صوت العقل والدراسة المتأنية، وحتى ذلك الحين، نتمنى ألّا نرى فاجعة جديدة تُغرقنا في أحزان نحن في غنى عنها، على الأقل الآن.والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط