أشرف بهاء…الرجل الذي أعاد الروح في جنوب الوادي

في أحد أحياء مدينة نصر الهادئة والعريقة، يقع مبنى جميل تتخذه شركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول مقرًا لها، من اللحظة الأولى لدخولك، يستقبلك الموظفون بأدب وهدوء، ويوجهونك إلى وجهتك بثقة وانسيابية، تعكس أسلوب عمل راسخ في كيان هذه الشركة.
على مر السنوات، تعاقب على قيادة الشركة عدد من الشخصيات البارزة في قطاع البترول، من بينهم المهندس محمد شيمي،وزير قطاع الأعمال، والجيولوجي علاء البطل وكيل أول وزارة البترول الحالي، وصولًا إلى رئيسها الحالي المهندس أشرف بهاء، ورغم هذا التاريخ الحافل، مرت الشركة بفترة من الجمود، بدت خلالها كما لو أنها مجرد متفرج على حركة القطاع، تصرخ من المدرجات دون أن تشارك في الميدان.
ثم جاء التغيير الوزاري الأخير، مصحوبًا بحركة تدوير شاملة أطاحت بقيادات الشركة ونوابها، سواء بالنقل أو التقاعد، دقت أجراس القلق، وبدأ الحديث عن اقتراب النهاية، وعن شركة تُطوى صفحتها وتدخل التاريخ كذكرى.
لكن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا، لم يكن ما جرى إلا “هدنة محارب” أعاد خلالها ترتيب أوراقه واستجمع قواه ليعود أكثر صلابة،وما إن تولى الدكتور محمد رضوان رئاسة نيابة الاستكشاف، حتى بدأت عجلة العمل في الدوران مجددًا، لتُعلن الشركة عن بداية عهد جديد، تحت قيادة طموحة ومثابرة للمهندس أشرف بهاء.
بخطوات هادئة ومدروسة، استعادت جنوب الوادي نشاطها الاستكشافي في مناطقها الشاسعة، مدعومة بأعمال سيزمية غير مسبوقة، تكشف أسرارًا دفينة في خليج السويس، والصحراء الشرقية، وصولًا إلى أعماق صعيد مصر، وتم إعادة رسم خريطة الاكتشافات، وتم توقيع اتفاقيات جديدة، سواء في مناطق قديمة أو غير مطروقة من قبل.
استفاد المهندس أشرف بهاء من خبرته الطويلة في إدارة المشاريع الكبرى، لتحفيز النشاط في جميع شركات جنوب الوادي التابعة، حيث انطلقت أعمال إصلاح الآبار، والحفر التوسعي واستخدام الطاقة الشمسية، والاستفادة من الغاز المصاحب لتوليد الكهرباء، وتحديث المصانع لتتحول من عبء مالي إلى كيانات منتجة ذات عوائد واعدة.
ومع هذا الحراك النشط، عادت الشركة بقوة إلى دائرة التعيينات الوزارية، فتم تعيين نائب جديد للشؤون المالية والتجارية، إلى جانب مساعد للتخطيط والمشروعات، ليواكبا حجم النشاط المتزايد والتطور السريع.
ما بين الخوف من الإغلاق واليأس من المستقبل، إلى استعادة الأمل وسماع هدير الآلات في مواقع العمل، تبدل حال الشركة بين ليلة وضحاها، وجاء القرار الاستراتيجي بالتركيز على الاستكشاف، ليكون بمثابة الشرارة التي أعادت تشغيل المحرك المعطل، وأحيت الروح في كيان كاد أن ينطفي .
لقد كان للدكتور محمد رضوان دور محوري في هذا التحول؛ حيث فتح الأبواب مجددًا أمام الطموح، وأتاح للمهندس أشرف بهاء قيادة السفينة بثبات نحو آفاق رحبة من العمل الجاد في مختلف المجالات.
ومن هذا المنبر، نوجه دعوة صادقة إلى قيادة الشركة للنظر بجدية إلى كل المناطق ، وخاصةً منطقة “وادي السهل” الواعدة، التي لم تُستغل كما يجب على مدار عقود، ونأمل أن تدخل هذه المنطقة بدورها عهدًا جديدًا يليق بها .
تحية للمهندس أشرف بهاء، الذي لم يسمح لليأس أن يجد له طريقًا، وظل يعمل في صمت رغم صعوبة الظروف، وتحية خاصة للدكتور محمد رضوان، رجل الاستكشاف المغامر، وصاحب “الصدمة الفنية” التي أعادت قلب الشركة للنبض من جديد، والشكر موصول لكل القيادات الحالية التي تعمل باحترافية وأدب جم .
إنه عهد جديد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومنعطف تاريخي يُحسب لقيادة قطاع البترول ووزيره الحالي، والذي شكّل مفاجأة للجميع، حتى داخل القطاع نفسه.
هو مستقبل واعد، تتضح ملامحه يومًا بعد يوم، ويعيد لشركة جنوب الوادي دورها الحيوي كأحد ركائز قطاع البترول في مصر، لقد كانت بلا مبالغة، مفاجأة هذا العام.
المستقبل البترولي