الأربعاء 25 يونيو 2025 الموافق 29 ذو الحجة 1446

مجرد رأي…ما يحدث في محطات البنزين.. أمرٌ مؤسف!

506
المستقبل اليوم

تتزايد شكاوى المواطنين من الأوضاع التي يصادفونها في العديد من محطات التزود بالوقود، فما بين غياب مراعاة إجراءات السلامة، إلى تدني مستوى نظافة المحطة وجاهزيتها لاستقبال السيارات بشكل مريح وحضاري، وصولًا إلى عيوب في الصهاريج الأرضية وما تحويه من شوائب ومخلفات تؤثر على جودة المنتج، بالإضافة إلى مضخات قديمة عفا عليها الزمن.

ثم تأتي مشكلة أكثر خطورة، تتمثل في انعدام أمانة بعض العاملين، الذين يحاولون التلاعب في حساب كميات الوقود، بغرض الحصول على مبالغ ليست من حقهم.

لا شك أن هناك تطورًا ملحوظًا في بعض محطات التزود بالوقود، لكنه – للأسف – يتركز غالبًا في نطاق الأحياء الراقية أو ما يُعرف بالأحياء “الثرية”، أما الأحياء الشعبية، أو طرق السفر البعيدة غير السياحية أو الزراعية، وطرق الأرياف، فحدّث ولا حرج! منظومة كاملة تعاني من سلبيات متعدّدة، ولا ندري على وجه التحديد إن كانت الرقابة عليها من اختصاص وزارة البترول أم التموين.

لقد فقد الناس الثقة، لا في جودة المنتج الذي يحصلون عليه، ولا في العامل الذي يقوم بتشغيل ماكينة التزود بالوقود، وما زلنا من بين الدول القليلة التي تعتمد على العنصر البشري في عملية تموين السيارات، في حين أن معظم دول العالم أصبحت تعمل بنظام “اخدم نفسك بنفسك”.

وحتى إن كنا نقرّ بأن تطبيق هذا النظام لدينا قد يواجه صعوبات بسبب ثقافة “الفهلوة” والخداع التي ما زالت تغلب على المشهد، فإن التكنولوجيا لم تترك شيئًا إلا وقدّمَت له حلًا ، ويمكن تشغيل الماكينات بنظام الدفع المسبق، عبر إدخال مبلغ محدد، ومن ثم يُضخ ما يوازيه من وقود، ويمكن ردّ الفرق في حال اكتفاء السيارة بكمية أقل من القيمة المدفوعة.

العالم يتغيّر، والمشاكل التي نواجهها اليوم قد تجاوزتها دول أخرى، حتى من بين الدول الصغيرة المحيطة بنا، منذ زمن. ولا يصح أن نظل رهائن لهذه المنظومة المهترئة حتى اليوم.

ليس من الصعب أن يبادر قطاع البترول بإحداث نهضة شاملة في منافذ التوزيع، التي تُعدّ الواجهة الخارجية له أمام المستهلكين. ويجب عليه أن يفتح هذا الملف ويدرسه بعناية،،والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط