الأحد 15 يونيو 2025 الموافق 19 ذو الحجة 1446

شخصيات…محمد صبحي عامر.. الرجل الذي أنصفه حب العاملين

1327
مهندس محمد صبحي
مهندس محمد صبحي

في قطاع البترول، تظهر أسماء كثيرة ساهمت في نهضة القطاع، لكن يبقى المهندس محمد صبحي عامر من الأسماء التي فرضت نفسها بجهده، والتزامه، وحنكته الإدارية، حتى أصبح أحد أبرز القادة التنفيذيين الذين تركوا بصمة واضحة في شركات التكرير والبتروكيماويات، رغم بعض المحطات التي حملت ظلماً لمكانته.

تدرّج المهندس محمد صبحي عامر في المناصب داخل شركات القطاع، مستندًا إلى خلفية علمية قوية في مجال الكيمياء، وخبرة ميدانية اكتسبها من العمل في مواقع الإنتاج. تميز منذ بداياته بالانضباط والدقة والرؤية المستقبلية، وهو ما أهّله سريعًا لتولي مناصب قيادية.

واحدة من أبرز المحطات في مسيرته كانت شركة الإسكندرية للبترول، إحدى القلاع الرئيسية في مجال التكرير. وخلال فترة قيادته للشركة، شهدت الإسكندرية للبترول تطويراً في الأداء التشغيلي والإنتاجي، وحرص على تعظيم القيمة المضافة من المنتجات البترولية، وتحديث المعدات، وتطبيق منظومة صارمة للسلامة والصحة المهنية وتطوير الإداريات داخلها.

انتقل بعد ذلك إلى مجال مختلف لكنه وثيق الصلة بالبترول، وهو البتروكيماويات، عندما تولى مسئولية شركة موبكو (مصر لإنتاج الأسمدة)، وهي واحدة من أكبر شركات إنتاج اليوريا في مصر والشرق الأوسط. لكنه استطاع خلال فترة توليه أن يعيد ترتيب البيت الداخلي للشركة، ورفع كفاءة التشغيل، وحقق نتائج مالية جيدة.

لكن، ورغم الأداء المتميز والنجاحات التي تحققت، تم استبعاده من رئاسة موبكو بشكل مفاجئ، وهو القرار الذي وصفه كثيرون في القطاع بأنه “ظالم” ولا يعكس قيمة الرجل أو جهوده.

عاد المهندس محمد صبحي عامر إلى ميدان التكرير مرة أخرى، ليترأس واحدة من أهم شركات القطاع وهي شركة العامرية لتكرير البترول. وبفضل خبرته الإدارية والفنية، استطاع أن يقود الشركة بكفاءة، حيث تم خلال رئاسته تنفيذ عدد من مشروعات التطوير، وتعظيم الاستفادة من الوحدات الإنتاجية، وزيادة معدلات الإنتاج بما يخدم السوق المحلي.

ولم يكن اهتمامه منصباً على الأداء الفني فقط، بل أولى العامل البشري أهمية قصوى، حيث عمل على تحسين بيئة العمل داخل شركة العامرية، وفتح قنوات تواصل مباشر مع العاملين من مختلف المستويات. وكان له دور فعّال في ردّ المظالم الإدارية والوظيفية داخل الشركة، فأنصف من ظُلموا، وأعاد ترتيب الهياكل بطريقة عادلة، مما أعاد الثقة داخل الشركة، وخلق مناخاً من العدالة المهنية والارتياح النفسي.

واهتم أيضاً بالعاملين في الشركة، فهو دائم الحضور بينهم، يحاورهم ويستمع إلى مشاكلهم، مؤمنًا بأن نجاح الشركة يبدأ من احترام العنصر البشري وتحفيزه. وقد خلقت هذه السياسة انطباعاً طيباً لدى العاملين، الذين بادلوه حباً بحب، حتى أصبح من الرؤساء القلائل الذين يحظون بحب واسع داخل قلعة العامرية للبترول .

لم يكن محمد صبحي عامر مجرد مدير ناجح فحسب، بل قائدًا إنسانيًا له مواقف مشهودة. يُعرف عنه دعمه لزملائه في أزماتهم الشخصية، ومبادرته في مساندة الحالات المرضية والظروف الاجتماعية للعاملين. ولم يغب عن أي مناسبة تخص شركته أو العاملين فيها، ويحرص دائماً على إقامة جسور من الثقة بين الإدارة والكوادر التنفيذية.

ورغم الظلم الذي تعرض له في بعض مراحل مسيرته العملية، فإن المهندس محمد صبحي عامر يمثل نموذجًا للرجل المهني، القادر على تجاوز التحديات، والمؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا من الجهد والنزاهة والعدالة. إنه من القادة الذين يتركون أثراً في كل موقع يتولونه، سواء كان ذلك بالأرقام والإنجازات، أو بالمواقف والعلاقات الإنسانية.

محمد صبحي عامر، سيظل في نظر الكثيرين – واحداً من رجال البترول الذين لم ينالوا حقهم الكامل، لكنه نال ما هو أهم: حب الناس واحترامهم.. وتاريخ لا يُنسى ولن يُنسى .
#سقراط




تم نسخ الرابط