الثلاثاء 03 يونيو 2025 الموافق 07 ذو الحجة 1446

مجرد رأي…الخاسرون في الحركة الأخيرة

2277
المستقبل اليوم

لكل فعل أو قرار في دنيانا هدف، والهدف أن تحقق مكسباً أو مكتسباً، أياً كان نوعه أو مضمونه.

ولا يوجد في الدنيا من لا يريد النجاح أو المكسب، لكن يبقى دائماً تحديد المكاسب والخسائر مسألة نسبية بين عموم الناس.

وعندما تُصدر حركة تغييرات أو تعيينات في قطاع استراتيجي مثل قطاع البترول، فعليك أن تنظر إلى ما حققته من مكاسب؛ لأنه لا مكان في قاموس هذا القطاع للخسارة، وإلا فلا حاجة له.

وبالتأكيد، فإن صانع القرار مؤمن تماماً بهذه النظرية، ويرى في حركته مكاسب عديدة للقطاع وللبلد ككل، وإلا فما الداعي لها؟
لكن إن نظرنا إلى الوجه الآخر – وكما أسلفنا بأن النسبية تحكم هذه الأبعاد – سنجد أن الخاسرين في هذه الحركة كُثر.

فهناك رؤساء شركات اقتلعتهم رياح الحركة من مناصبهم دون مقدمات.وهناك من كان يعتقد بأحقيته في رئاسة شركة رشيد، نظراً لخبرته الممتدة، وقاموس المعرفة الذي يحمله في رأسه – كما يدّعي الكثير.
وهناك من انتظر صدور أسماء نواب جدد للهيئة، فخرج صفر اليدين، يعد نفسه لفترة انتظار أخرى.
وكثيرون انتظروا حركة مديري العمليات الموعودة، وذهبت أحلامهم أدراج الرياح.
وآخرون تمنّوا تعديلات جوهرية تُحدث فرقاً في أمور عديدة بالقطاع، وتخرج المنظومة من دائرتها المغلقة، لكنهم لم يجدوا شيئاً.

أما على مستوى الرأي العام، فالجميع كان ينتظر تحديد المسؤول عن أزمة البنزين، والمسؤول عن إطلاق التصريحات المنافية للحقيقة، حتى يعرف الناس أن قبضة القانون لا تزال حاكمة، لكنها – كما أشرنا من قبل – قُيّدت ضد مجهول.

وانتظر الرأي العام أيضاً الإطاحة الفورية برئيس شركة تسويق أسطوانات البوتاجاز، حتى يطمئن إلى أن الإعلام قادر على عرض مشاكل الناس والتأثير في تحركات السلطة المختصة، لكن الكرة انتقلت إلى ملعب بعيد، يُقرّر فيه ما يشاء، دون أن تتحمل الجهة التابعة لهذا النشاط مسؤولية أو وزر الإقالة.

هؤلاء هم الخاسرون في هذه الحركة، من داخل القطاع ومن بين عموم الناس.

ويبقى لكم أنتم وحدكم، في النهاية، تحديد المكسب والخسارة من هذه الحركة…قرّروا كما شئتم. والسلام.

#سقراط




تم نسخ الرابط