الإثنين 02 يونيو 2025 الموافق 06 ذو الحجة 1446

شخصيات…أحمد موقع.. الإرادة والتحدي

1506
م أحمد موقع
م أحمد موقع

على مدار ما يقرب من خمس سنوات لم يكن المهندس أحمد موقع ، رئيس شركة البتروكيماويات المصرية ، مجرد رئيس شركة جلس على كرسي فقط ، بل كان ولا يزال قيادة منجزة يُحسب لها ذلك ويسطر ضمن إنجازات البتروكيماويات على مر العصور .

ولم تكن قصة البتروكيماويات المصرية خلال الخمس سنوات الماضية ، إلا قصة ملهمة للجميع شركة كادت أن تُدرَج ضمن قائمة الشركات التي أُغلقت وتمت تصفيتها، لولا الإرادة والتحدي والعمل الجماعي الذي غير مصيرها بالكامل خلال 210 يوم فقط. ، حتى عادت كسابق عهدها، إحدى قلاع الصناعة الوطنية، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من الإغلاق وتسريح العاملين، قبل أن تتحول إلى كيان نابض بالحياة، وكأنها وُلدت من جديد.

في أكتوبر عام 2021، صدر قرار بتعيين المهندس أحمد موقع رئيساً لمجلس إدارة شركة البتروكيماويات المصرية. لم يكن هذا القرار مجرد تغيير إداري، بل كان بمثابة “قبلة الحياة” لشركة عريقة تجاوز عمرها 45 عامًا، وكانت تواجه شبح الإغلاق الكامل.

تسلم المهندس أحمد موقع قيادة الشركة ليبدأ بالفعل خطوات الإحلال والتجديد، وترميم ما تآكل، واستنهاض طاقات العاملين.

ما ميّز المرحلة الجديدة هو تكاتف العاملين، فقد أدرك الجميع أن لا خيار أمامهم سوى القتال من أجل بقاء شركتهم. بروح الفريق الواحد، وبقيادة المهندس أحمد موقع، بدأت رحلة التحول الحقيقية.

وخلال 210 يوم فقط، تغير وجه الشركة بالكامل. من الداخل والخارج، المباني والوحدات الإنتاجية، حتى الروح العامة للعاملين تغيّرت، وتحولت الشركة إلى نموذج يحتذى به في إعادة الإحياء المؤسسي.

شركة البتروكيماويات المصرية ليست مجرد منشأة إنتاجية، بل هي رمز لبداية صناعة البتروكيماويات في مصر، حيث تأسست في عام 1981 كأول لبنة في هذا القطاع الاستراتيجي، مستفيدة من موقعها المتميز بالإسكندرية.

بدأت الشركة بإنتاج مادة البولي إيثيلين، أحد أهم المكونات المستخدمة في صناعة المواسير، ثم توسعت في إنتاج المواد الكيميائية، وغاز الأكسجين، والكهرباء.

تمتلك شركة البتروكيماويات المصرية  خمس وحدات إنتاجية رئيسية:
•وحدة إنتاج البولي إيثيلين، بقدرة إنتاجية بلغت حوالي 71 ألف طن.
•وحدة إنتاج الكلور والصودا الكاوية، بإجمالي مبيعات وصلت إلى 32 ألف طن.
•وحدة توليد الكهرباء بطاقة إنتاجية بلغت 105 ميجاوات.
•وحدة إنتاج البولي فينيل.
•بالإضافة إلى وحدات إنتاجية أخرى تغطي مختلف احتياجات السوق.

تخطت قيمة مبيعات الشركة في السوق المحلي مليارات الجنيهات ، فيما تجاوزت قيمة صادراتها ما يتخطى ال30 مليون دولار، وفقاً لأحدث البيانات الرسمية.

مرت الشركة بسنوات من التراجع والإهمال، حتى اقتربت من المصير الذي واجهته العديد من الشركات القديمة: تصفية، وبيع الخردة، وخروج من الخدمة. لكن روح المقاومة والرغبة في النجاح تغلبت على كل التحديات ، ولتبدأ قصة بطولية فارسها أحمد موقع .

تم إطلاق خطة متكاملة للإحلال والتجديد، شملت تطوير المعدات، ورفع كفاءة الوحدات الإنتاجية، وتحسين بيئة العمل، مع تطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة المهنية، لما يتطلبه العمل في هذا النوع من الصناعات عالية الخطورة.

تحولت شركة البتروكيماويات المصرية في عهد أحمد موقع إلى نقطة ارتكاز بين شركات البترول في منطقة الإسكندرية، بفضل ما تمتلكه من إمكانات، وما أظهرته من التزام في مواجهة الأزمات، لتصبح نموذجاً يُحتذى به داخل القطاع.

ومن اللافت للنظر أن وثيقة سياسة الشركة التي اعتمدها المهندس أحمد موقع تتضمن بندًا مميزًا في نهايتها، ينص على الالتزام بالقيم الأخلاقية، وعدم التمييز، وتقليل ضغوط العمل على العاملين.ورغم أنه البند الأخير في الوثيقة، إلا أنه يُعبّر بصدق عن تغير حقيقي في فلسفة الإدارة وأسلوب التفكير.

النتائج مبشرة، ولكن الأهم هو أن الشركة لا تزال تمتلك فرصًا عظيمة للنمو والتوسع، لا سيما إذا تم ربطها فنيًا واقتصاديًا مع شركات عالمية في قطاع البتروكيماويات، خاصة في أوروبا أو الصين، وتوجيه جزء من إنتاجها للتصدير للأسواق الإفريقية الواعدة، مثل نيجيريا والجابون.

كما فتحت الشركة أبوابها لطلاب كليات الهندسة والعلوم، من خلال تنظيم زيارات ميدانية ومشاريع تخرج تطبيقية مرتبطة بخطط تطوير الشركة، على أن يُكافأ المشروع الفائز بفرصة عمل حقيقية داخل الشركة.

إن ما تحقق في شركة البتروكيماويات المصرية هو نتيجة لعمل جماعي مخلص، وجهد دؤوب من قياداتها وعامليها. وتستحق التجربة أن تُروى كنموذج للنجاح الوطني في وقتٍ تكثر فيه التحديات.

تحية لصاحب التجربة المهندس أحمد موقع، على إدارته المُلهمة، ولجميع العاملين في الشركة من إداريين، وفنيين، ومهندسين، وعمال، وشباب، وسيدات… أنتم وجه مشرق لقطاع البترول، ونموذج لما يمكن أن نصنعه عندما نؤمن بإمكانياتنا ونتمسك بالأمل.

#سقراط 




تم نسخ الرابط