الإثنين 09 ديسمبر 2024 الموافق 08 جمادى الثانية 1446

مجرد رأي..هل عقمت رحم القطاع؟

3010
سقراط
سقراط

لاتزال شركة جنوب الوادي القابضة للبترول خالية بدون قيادات ، لا مالية بعد خروج المحاسب نامق حسن ، ولا إنتاج بعد نقل المهندس نبيل صلاح لرئاسة شركة أمل للبترول، ولا إستكشاف بعد نقل الجيولوجي إبراهيم عبده لنيابة الإستكشاف فى إيجاس ، وعما قريب سيخرج المهندس معتز خليل نائب التخطيط والمشروعات للمعاش ، وبهذا لن يتبقى فى الشركة إلا رئيسها المهندس أشرف بهاء ، ونائب الإدارية المحاسب خالد عبدالعزيز، ومجموعة من المساعدين والمكلفين بإدارة بعض النيابات .

ويصعب على أي رئيس شركة أن يدير كل الملفات ، ناهيك عن أن جنوب الوادي شركة قابضة وتحت مظلتها قرابة ال20 شركة ، إذاً ماذا سيحدث لو خرج للمعاش النائب الوحيد "معتز خليل" للمعاش ولم يتم تعيين نواب جدد ؟

وتبدو الإجابة صعبة على البعض ، بينما سهلة لدى الأخرين ، والاخرين يرون أن شيءًا لا يتعطل وأن الخير والبركة فى الموجود من الموظفين على مختلف درجاتهم وأشكالهم واصنافهم وتنوعاتهم وايدلوجياتهم، بينما الذين يصعب عليهم الإجابة ، فهم يرون أن الأمر لا يمكن أن يستقيم ، فهذه الشركة لديها اتفاقيات والتزامات وشركاء ولديها خطط وأيضاً مشاكل ، ومن ثم لابد من وجود قيادات تتحمل المسئولية وتضع الأمور في نصابها .


ثمة أشياء واحاديث يلوكها البعض ، كلها تتجه صوب التصفية وعودة تبعية جزء من الشركات لهيئة البترول ، والباقي يعود لكيانات أخرى ، وهذا رأي موجود وبقوة ، بينما هناك من يرى تحويل الشركة لشركة قابضة للمشروعات ، ويدخل تحت مظلتها أنشطة المشروعات والتسويق وما شابه ، وهذا قد يكون رأي وجيه ، لكن السؤال: هل هناك دراسات تم إعدادها لهذا أو ذاك ؟، وهل هناك إستعداد حقيقي يصب نحو أياً من هذه الإتجاهات ؟، أعتقد أن لا شيء جديد ، فليس هناك دراسات ولا تصورات ولا رؤى معينة ، والأمر متروك للأيام ، كما قال الشافعي : دع الإيام تفعل ما تشاء ..وطب نفساً إذا حكم القضاء.
الجميع نفوسهم طيبة ويتركون الأمور للظروف تحكم كما تشاء ، وهذا لأنه لا يوجد من يريد أن يتحمل المسئولية الكاملة فى هذا الملف .


وإذا كنت لا أريد تنظيراً ، وطرح رؤى لست لها بأهل ، فلستُ خبيراً ولا مهندساً ، فقط مراقباً ، فإن كل ما قيل منذ خروج النواب من جنوب الوادي ، هو أن الوزارة تتجه صوب الترشيد ، وهذا ما منعها من تعيين قيادات جدد يترتب على قراراتهم مخصصات والتزامات ، لكن السؤال الذي يتبادر للذهن: وماذا ستفعل الوزارة فى مخصصات المعاونيين الجدد الذين اقتربوا من ال30 قيادة شابة ؟، الا تعتزم الوزارة توفير سيارة لكلاً منهم ومخصصات وبدلات ، أم أن الأمر مجرد قرار ظاهري يؤكد ويوضح أن الوزارة تعمل على تصعيد الشباب ؟

فإذا كانت الوزارة لديها ملأة مالية ، فمن الأولى أن تختار عدد من القيادات وتسكنهم فى الأماكن الشاغرة لإدارة العمل ، فهذا أجدر وافيد للقطاع فى هذه المرحلة ، خاصةً وأن كل الذين كانوا مسئولين عن النيابات في جنوب الوادي يؤكدون أن هناك مستقبل واعد فى المناطق التابعة لجنوب ، وأن انهار من العسل ستنفجر إذا ما نجحت الشركة فى جذب مستثمرين جدد وسهلت الأمر على المستثمرين الحاليين .

ثمة أمر غريب ، والشيء بالشيء يذكر ، فهماك عدداً كبير من الأماكن الشاغرة بالشركات بدءًا من رئيس شركة وإنتهاء بمديري الادارية والمالية والعمليات والاستكشاف ، ولم يتم حتى الآن تسمية قيادات لهذه الأماكن ، فماذا تنتظر الوزارة حتى تسد هذه الفراغات ؟، هل تنتظر قادمين من الخارج أم أن الامر ساغ لها بحيث تترك الكيانات تدير نفسها بنفسها من باب "كله ماشي" ، هذا المبدأ الذي ترسخ منذ سنوات ، وتُركت الشركات بدون رئيس لشهور عِدة .

إن النظر الى العنصر البشري بهذه النظرة ، تسبب فى الكثير من المآسي ،وجعل الكثيرين يعملون بدون وازع يدفعهم للأمام ، هم يرون الأماكن شاغرة ، وإذا سألوا من باب الاستفسار والمعرفة يكون الرد: هو حصل أيه الدنيا ماشية وتمام ، وهذا كلام لا يستسيغه عاقل ولا يساهم في بناء منظومة كمنظومة قطاع البترول ، والذي يعتبر العنصر البشري ثروته الحقيقية منذ خروج القطاع الى النور قبل مائة عام او يزيد .

جُملة ما أقصده: ما هكذا تعمل الشركات ولا هكذا تدار الكيانات ، وقطاع البترول لم ينضب من البشر ، والرحم لم تعقم ، وهناك المئات يريدون العمل والعطاء بدون مخصصات ولا التزامات ، فقط اطلقوا ايديهم واعطوهم الفرصة …والسلام.

#سقراط 




تم نسخ الرابط