مجرد رأي..ميدور وشجيرات التين والزيتون

مازال شاطئ المتوسط يمثل شيئاً (ما) لهذا البلد . فبعد ان كان رمال بيضاء قاحله تطل علي شواطئ زرقاء ساحرة ، اصبح كأرض الاحلام التي  تحتضن احلام  الناس و مناحي ارزاقهم . ظلت لمئات السنين أرضاً بكراً تنتظر الامطار تملأ بها آبار البدو وتسقي فيها شجيرات التين والزيتون . 

بدأت رحلة الاعمار عقب غمار حرب اكتوبر و بعد ان اتجهت الانظار اليها تستغل فيها امكانياتها الهائلة . وكان اهم ما فيها تلك الاهمية الاستراتيجية التي يمثلها الامتداد السكاني والعمراني علي شريط ممتد لمئات الكيلومترات حتي مطروح وكذلك المشاريع التي تجري علي ارضه و علي مقربة من سواحل البحر  وميناء الاسكندرية . 

كان اكتشاف البترول في منطقة العلمين المحطة الاولي لقطاع البترول في هذه المنطقة الحيويه انشئت فيه ميناء الحمراء و محطه سيدي كرير العملاقة و امتد نشاط الصناعة لمدينة برج العرب وما حولها . كانت ميدور حلم بعيد لأنشاء معمل متطور لتكرير البترول بجانب معاملنا القديمة في الاسكندرية و العامرية . كان توجه الاستثمار في ذلك ذكياً جداً وتعامل سامح فهمي مع الفكرة بذكاء ولم يكن لديه اي حساسية سياسية في مشاركة مستثمر مصري و اسرائيلي فيه . 

بدأت ميدور بقوانين الشركات المساهمة في عام ١٩٩٧ وانتهت بقانون ١١٤ الاستثمار الداخلي لعام ٢٠٠٨ . كانت بالفعل اول معمل تكرير مصري تم تأسيسيه لانتاج المشتقات البترولية بالمواصفات العالمية ، ٥٠٠ فدان كانت مساحته الاولي في المنطقة الحرة بالعامرية ، تجاوز الأن اضعاف تلك المساحة. لم يكن معملاً عادياً ولكنه كان محط انظار الكثير . مر بمراحل كثيرة ومريرة حتي تخلص من كافة المستثمرين الاجانب واصبح ملكاً خالصاً لهيئه البترول وبتروجت وانبي وبنك قناه السويس . اكثر من ٨٠٠ مليون برميل من الخام تم تكريرها في هذا المعمل الضخم ،  وتوسعاته الكبيرة ستزيد هذا المستوي بمراحل بعيدة . استثمارات البترول فيه تجاوزات عدد لابأس به من مليارات الدولارات حتي اصبح الأن مؤهلاً لانتاج مشتقات عالية الجودة بمواصفات منطقة اليورو الصعبة . 

هذه هي مشاريع القيمة المضافه بحق والمعني الحقيقي لتدوال النفط ومنتجاته تصديراً واستيراداً من هذا الموقع الفريد وقربه من اكبر ميناء بترولي علي شاطئ المتوسط . عندما تري المنشآت الهائلة المعقدة و وجوه العمال السمراء والسواعد المصرية الشديدة يتجدد فيك الامل وتنفض عنك ستائر الحزن والاحباط فوجود مثل هذه المشاريع علي ارض هذه البلاد لا يليق معها الحزن و الاحباط أبداً  . 

تحية لكل قيادات هذه الشركة عمالها الذين يعملون بمستوي الشركات العالمية في تظاهرة فنيه بديعة تعبر عن قدرة قطاع البترول علي استيعاب التكنولوجيا الحديثة . عيون المستثمرين والمستهلكين تتجه اليكم ومازال امامكم اشواط في الحياة لتصلوا الي اعلى واكبر . 

وانتظرونا في حلقة خاصة من حكاوي علام عن شركه ميدور وتاريخها وافاق مستقبلها ودورها في في الاقتصاد البترولي والوطني ومفاجآت كتيرة تهمكم في حكاية الشركه . والسلام ،، 

#سقراط