السبت 12 يوليو 2025 الموافق 17 محرم 1447

مجرد رأي..المرشح لوزارة البترول

33
المستقبل اليوم

مجرد رأي..المرشح لوزارة البترول 

 

استقالت حكومة الدكتور مصطفي مدبولي اليوم بعد جهاد عنيف معنا و مع الحياة في مصر خلال السنوات السابقة . لم تعاصر اي حكومة في مصر مثل ما مر من احداث علي هذه الحكومة . واجهات تبعات وباء كورونا و التغير الدراماتيكي للاسعار علي مستوي العالم . لم تنعم ببرهة استقرار لتواجه تداعيات الحرب في روسيا وليبيا والسودان واختتمت بحرب غزه المشئومة . 


لا جدال انها تحملت كثيراً ابلت حسناً في مواضع واخفقت في مواضع اخري . لا احد ينكر عليها اتساع الحركة العمرانية وتوفير السكن الملائم للكثير من قاطني المناطق العشوائية واعمال تنمية واضحة في العديد من محافظات مصر . ولكننا اكتوينا بنار الاسعار و بعدم قدرتها علي الاستجابة السريعة لتطوير الصناعة المحلية فحدث ضغط هائل علي العملة الاجنبية وطارت اسعارها الي عنان السماء . كل هذا اثر بالسلب علي الاسعار في السوق بعد ان اصبح معظم عناصره مستوردة ، وهذا ما  نعاني منه حتي الأن وان كنت حدته قد بدأت تهدأ نسبياً . 


ويبدو في هذا المشهد اهم عناصره وهو الطاقة بشقيها الكهرباء والبترول . فكلاهما جناحي الحركة والصناعة الذين لا تستقيم الحياة بدونهما  . ولن نسرد هنا قائمة بأعمال وانجازات هذا او ذاك . و لكن هناك امر واقع  تعيشه كلتا الوزارتين ويجب التعامل معه . 


معايير التصدي لمهمة البترول غاية في الصعوبة فالوضع شائك ويحتاج التروي والخبرة والافكار الجديدة وكذلك علم الاقتصاد والمال  . فاذا كانت للكهرباء مشاكلها المعروفة فأن للبترول أيضاً مشاكله ومتطلباته . ظروف صناعة البترول في مصر تمر بأدق مراحلها . حيث يتصاعد الاستهلاك بصورة كبيرة وتظل مستويات الانتاج لا تستطيع اللحاق به . وأيضاً تظل مشكلة الدعم كعنصر ضاغط علي مقدرات القطاع و تبطئ من حركته بشكل مباشر ثم يأتي عدم تجاوب الفكر السائد به مع الافكار الجديدة للأستثمار الحر السريع وهو ما يتطلب احداث ثورة في منظومة العمل من حيث طبيعة الشركات والاتفاقيات والهياكل الادارية التي كان من المقرر اعادة هيكلتها لتكون في شكل يلاحق التطور في اعمال شركات النفط العالمية والقدرة علي التعامل معها بحرية و مرونة اكبر  مما ادي الي وجود كيانات وشركات مستهلكة لا مدره للربح او ذات ارباح محدودة للغاية وللأسف يطلق عليها استثمارية  . 
الحياة بلا شك مراحل ولكل مرحلة ما يميزها وما تتطلبه من اجراءات وطريقة تعامل تختلف عن سابقتها . 


لن يفيد في هذا الموضوع ترشيح الاسماء الرنانة في الماضي او الحاضر   او التكهنات بفلان او علان ولكن عليك ان تضع هذه المعايير امامك قبل ان تقوم بترشيح من تتوقعه سواء كان كهلاً او شاباً . 


استمرار المسيرة الحالية بقيادة الوزير الحالي المهندس طارق الملا امر وارد وبشكل كبير ، ولكن التغيير هذه المرة سيكون محطة فاصلة لتكليفات جديدة محددة تعيد لهذا القطاع مرونته وتعمل علي تقوية ساعده لمجابهة الصعاب التي تمر به . و سيكون الاصل في هذا اجراء تغييرات جذرية في طريقة العمل و اعادة الهيكلة لهذه الشركات والمؤسسات علي اساس علمي ومالي سليم وكذلك الاشخاص في كل المواقع و بمحددات معروفه و واضحة لأن الاستمرار علي الوتيرة الحالية يعتبر نوعاً من دفن الرأس في الرمل ، وإذا بقي المهندس الملا ، فنحن نناشده ان يقوم بهذه المهمة .


وسواء حدث تغيير في حقيبة البترول ام لم يحدث ، كان الله في عون من سيحمل تلك الحقيبة الثقيلة المتخمة بالمشاكل والتحديات المتشابكة ، ولكن منذ متي كانت الحياة سهلة . دعونا نتابع توجهات التشكيل الجديد للحكومة وما إذا كانت ستعمل علي استكمال مسيرتها الطويلة بأعضائها المخضرمين ام ستتجه الي عنصر الشباب والتغيير . والسلام 


#سقراط




تم نسخ الرابط