الإثنين 25 أغسطس 2025 الموافق 02 ربيع الأول 1447

كلمتين ونص...صديق اليوم هو عدو الغد(عثمان علام)

21
عثمان علام
لكلاً منا سجنه الخاص الذي يهرب اليه من واقعه ، فمنا من يهرب إلى غرفته المظلمة ليغمض عينيه ويفكر كثيراً بعيداً ضجيج الحياة ولو لبعض الوقت ، ومنا من يهرب إلى الكتاب ، ليعيش معه لذة لا يجدها في حياته الصاخبة ، ومنا من يهرب إلى مكان بعيد عن أعين الناس ، ليرى أخرون لا يسألونه من أنت ولا لماذا أتيت ، ومنا من يفترش كرسي سيارته هروباً من شيئاً ما ، لكن الأغلب الأعم من يسجن نفسه على صفحات الفيس بوك ، فهو عالم أخر ، عالم افتراضي ، عالم غير واقعي ، يرى فيه صرخات المقهورين ، وعذاب المهجورين ، وآنين المظلومين .
ومع تعدد هذه السجون ، يختفي الخِل الوفي الذي من الممكن أن تهرب اليه كما كان فى السابق ، لتقص عليه متاعبك وآلامك وحنينك إلى الماضي ، فقد أثبتت التجربة أن صديق اليوم هو عدو الغد .



تم نسخ الرابط