للاعلان

Sat,27 Jul 2024

عثمان علام

مجرد رأي..كلام في الطعام

مجرد رأي..كلام في الطعام

الكاتب : سقراط |

05:50 pm 20/11/2023

| رأي

| 1341


أقرأ أيضا: بعد زيادة سعر السولار.. نولون الأسمدة يرتفع بنسبة 30%

مجرد رأي..كلام في الطعام 


يتجه اهتمامنا عاده الي توفير الوقود لكل المحركات و وسائل النقل في حياتنا . نعتبرها هدفاً وغايه وننفق عليها الكثير من الاموال والاستثمارات . ولكن لم يدر بذهننا مقدرات اهم وقود في هذه الدنيا . وقود الجنس البشري وكافه المخلوقات الحيه من حولنا وهي الطعام . هو وقود الحياة ومبعث البهجه بها . به يحيا الانسان و به يستمد  الطاقه للحركه والتفكير. طعام الناس سياسة وثقافة وتاريخ وعلاقات اجتماعية . هو قاسم مشترك بين كل شعوب الارض لا فرق بين هذا وذاك الكل يأكل ويشرب فهذا ناموس حياه . 
——-
تختلف عادات الشعوب في طرق مطعمها وتسوغها له. فما بين ما يمكن ان يكون لذيذاً لدي البعض لا يستطيعه البعض الاخر ولا يتصور  دخوله حتي الي جوفه. مازالت العادات والتقاليد المصرية في الغذاء هي من اعرق العادات واكثرها ضرباً في جذور التاريخ. حتي المناسبات تتميز بأنواع معينه من الطعام دون غيرها . ولعل شهر رمضان هو اكثر شهور السنة التي تتميز دون غيرها بأنواع محدده من الطعام . فلا يأكل المصريون مثلاً الكنافه والقطايف طوال السنه مثلما يأكلوها في رمضان . وحتي ان اكلوها فمذاقها مختلف عنها في رمضان لا تدري لماذا وهناك المناسبات  المسيحيه التي تتميز بأنواع معينه بالأطعمة مثل اكل القلقاس والفسيخ في شم النسيم  . هناك الاكل العربي الذي تطغي عليه اللحوم بصفه عامه و تقدم في صورتها الاوليه . لا يحبذون تناولها بمثل اطباق المطبخ الاوروبي او الامريكي نتيجه ارتباطهم بالبيئة الصحراويه التي اعتادو عليها .  هناك الطعام الهندي العريق الذي يتميز بالارز والبهارات المدويه التي لا تكاد تحصي عددها نظراً لانتشار زراعتها بكثافة في الاراضي الهندية  . و يأتي نظام الطعام الامريكي علي رأس الاطعمه التي تستهوي صغار السن وربما الكثير من الناس لما يتميز به من امكانيه تناوله في اي مكان وبه الكثير من الاضافات التي تضفي عليه طعماً لذيذاً اكثرها للأسف ضار بالصحه. اما الاكل الصيني و معه الكثير من طعام دول شرق اسيا فهي لا تستهوي الكثير من الشعوب حيث تبدو اطعمتهم غريبه ومكوناتها اغلبها من حشرات و حيونات وطحالب تعافها نفوس معظم البشر . و كما تري فأن الطعام يتلون بتلون الشعوب والبيئة الخاصة بهم . واصبح من اكثر مجالات العالم إنفاقاً واكثرها شهرة وأعلاماً.  كل الاديان حضت علي تناول الطعام واطعامه وكان ركناً أساسياً في اخلاقيات التكافل بين الناس وظل اطعام الفقراء والمساكين من اهم القواعد الدينيه . لم تخلو بعض الاطعمه من التحريم الديني فالدين الاسلامي واليهودي حرم اكل لحم الخنزير . بينما كان الدين المسيحي واضحاً بأن ما يدخل جوف الانسان لا ينجسه وانما ما يخرج منه. وللدين اليهودي أيضاً محرمات خاصه به منها اكل القشريات ( الجمبري) وبعض الاسماك . وهكذا تري معي ان الطعام واساليبه وقوانينه تعتبر عالماً قائماً بذاته وعلماً كبيراً لا تستطيع ان تمسك بكل اطرافه. الطعام أيضاً اصبح يدخل في السياسات العالمية والضغط علي الحكومات والشعوب . فمنعه او حجبه اكثر تأثيراً من الحرب والسلاح. وتستطيع الدول المنتجه الكبري ان تنفذ سياستها ومطالبها من هذه النافذه التي لا يستطيع احد ان يقف اما تياراتها العاتيه.  توافر الطعام وسعره هو مؤشر واضح علي قوه اقتصاد الدوله وكلما كانت هناك صعوبات به اتجه مؤشر الاستهلاك الي المواد النشوية عموماً من القمح والارز كونها من ارخص المواد الغذائيه  واكثرها إشباعا . وتري  ذلك واضحاً في مصر التي  تعتبر اكبر دول العالم استهلاكاً للقمح واستيراداً له حيث يمثل الخبز عصب الحياة تقريباً في مصر ولدي شعبها معه خصوصيه تجذرت عبر الزمان  . لم تستطع اي حكومة علي مدار تاريخ الحكم في مصر ان تمس رغيف الخبز من حيث الوفرة اولا والسعر ثانياً  بل واصبح توفيره من اكبر واصعب التحديات التي تواجه اي حكومه تتصدي للادارة . يدخل الطعام في الحروب كأولويات الانقاذ والمساعده . وتتفق جميع دول العالم علي ذلك حتي الهمجي منها . فالطعام يأتي علي رأس الاحتياجات البشرية واكبر عوامل الانسانية البحتة. ظل الطعام بلاشك وعلي اهميته المصدر الاول للأمراض زيادته شر ونقصانه موت . لم تنسي الاديان ذلك وامرت بالاعتدال في الكميات والتوفير فيها . ولكن هيهات فطباع الناس وشهوتها للطعام اكبر من اي قوه اخري وتتوه جميع التحذيرات في سوء الاستخدام والتناول . فنحن في مصر مثلاً نعشق السكر ونشرب قدح الشاي ونصفه مملوء بالسكر ولذلك تجد ان نسبة الاصابة بالسكري في بلدنا وفي البلاد العربية عموماً هي من اعلي المستويات العالمية وربما تجده في الأطفال أيضاً عن طريق الوراثه من احد الوالدين . ———-
للطعام فروعه في الطب وعلماء في اصول التغذيه الصحيه ويجد الكثيرين ان هذه الاساليب تفقد الطعام رونقه ومذاقه فلا يألو الكثيرين لها بالاً. تعج المواقع الالكترونيه بهؤلاء المختصين والأطباء وتصاب بالحيرة مما يقولونه . فأن اكلت السكر فأنك مصاب بالسكري لا محاله ، وان اكلت الفول اصابك الانتفاخ واوجاع القولون وان اكلت اللحوم اصابك النقرس وامراض المفاصل وان اكلت النشويات اصابتك السمنة والترهل . فتزهد في كل هذا وتغلق هذه النافذة وتتجه الي مطعمك ومشربك غير مبالي وليفعل الله ما يريد . وتبقي النصائح الدينيه هي المرجعيه الباقيه بحق التي تقيك شر الطعام وتجعله فائده لا نقمه. لم تذكر الكتب السماويه من الطعام  الا منتجات ارضنا الطيبه من البصل والعدس والفول والثوم  وحتي المن والسلوي وهي طيور السمان في الغالب ذات اللحم الطري الخالي من الدهون . وقد اثبت العلم الحديث بأنها من انفع المحاصيل واكثرها مقاومه لأمراض السرطان والاورام التي تفشت في الجنس البشري . يعشق الشعب الروسي تحديداً كل المنتجات المصريه من البطاطس والبصل والكرنب تحديداً ويعتبرها من اهم عناصر غذائه لما تمتاز به من مذاق وخصائص غير موجوده في العالم اجمع . اصبح الطعام اقتصاداً قائماً في حد ذاته وتجاره هائله بين الدول وله منظماته الدوليه والعالميه مثل منظمه الغذاء العالمي( الفاو) واشهرها بالطبع هيئه الاغذيه والادويه الامريكية FDA.والتي تعتبر مرجعاً هاماً لصلاحيات الكثير من الاطعمه والادويه المنتشره حول العالم . كان الاعتداء الغاشم علي الاراضي الزراعيه من بعض الجهلاء والمنتفعين هو من اكثر ما يثير الحزن لدينا حيث تعتبر ارضنا الزراعيه ومحاصيلها هي من اجود وانقي الاراضي والمحاصيل علي مستوي العالم اجمع ويفتخر التجار والبائعين ببضاعتهم كونها ( بلدي) بمعني انها محليه ذات جوده عاليه ونادره  للأسف . كانت وما زالت تلك الارض الطيبه عليها ومنها يأكل الانسان والحيوان . ولكننا فرطنا في هذا الكنز الثمين بكل رعونه كلاً لتحقيق مصالح شخصيه ضيقه خاصه به دون ضمير وطني يحتكم للمصلحه الوطنيه العليا . وكانت هذه و مازالت هي اكبر المشاكل التي تواجهنا كمجتمع لعدم اكتفاءنا ذاتياً من الكثير من المحاصيل . 
———-
وقد انتبه الرئيس لهذا الموضوع تحديداً واعطاه اهميه قصوى وتعامل معه بكل حزم وقوه كنا ننتظرها من زمن بعيد لوقف يد العبث والتخريب في اهم واعز ما نملكه. وتري عزيزي القارئ كيف ان العالم ليس بترول فقط كما تعتقد لما له من اهميه كوقود وطاقه ولكن مازال توفير الطعام اكثر اهميه وخطوره بعد اصبح نادراً  مرتفع السعر ولم يعد كما كان سابقاً متاحاً متوافراً للجميع ، و اصبح توفيره مشكله يعاني منها الملايين حول العالم نتيجه للعديد من العوامل يأتي في مقدمتها زيادة اعداد سكان الكرة الارضيه بالطبع والتغيرات البيئيه القاسيه علي سطح الارض. والحديث يطول . 
———-
متعكم الله بموفور الصحه وجعلكم من الهانئين بطعامهم المحافظين علي صحتهم المقدرين  الشاكرين لنعمه الله قليلها وكثيرها . والسلام ،، 
سقراط

أقرأ أيضا: الكهرباء : ننتظر زيادة الأسعار 20٪.. ورفع الدعم تدريجيًا حتى 2030

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟