الجمعة 09 مايو 2025 الموافق 11 ذو القعدة 1446

وسيم وهدان .. وصورة بتروتريد

84
المستقبل اليوم

وسيم وهدان .. وصورة بتروتريد

 

منذ سنوات كثيرة وأنا أجالس التوأم المهندس سامح فهمي والاستاذ هادي فهمي ، أحبهم ويحبوني ، أقدرهم وأجلهم ويقدروني ، وبعد انقشاع الغمة وانتهاء جو محاكمات ثورة 25 يناير ، كان الأستاذ هادي فهمي يضحك ويقول: عارف يا سامح لو كان معاكم محاسب واحد في قضية الغاز مكنش فيه مهندس واحد منكم أتحبس ، كل الذين زج بهم للسجن كانوا مهندسين .



لم أكن أعي ذلك جيداً ، وعيته في ما بعد عندما عاشرت العديد من المحاسبين ، والأمر ليس على إطلاقه فليس جميعهم بالشكل الذي جاء عليه تكوين هادي فهمي أو أشرف عبدالله أو الراحل عبدالفتاح أبوزيد أو حلمي صقر ، وغيرهم كثيرون .
—————
ومع أقترابي أكثر أدركت أهمية وقيمة دراسة التجارة والمحاسبة ، وربما أكد ذلك في نفسي معاشرتي للدكتور وسيم وهدان رئيس شركة بتروتريد بطل هذا المقال والذي اصقل موهبته بالقراءة والمطالعة والسفر .
——————
لقد كان من الصعوبة أن ينخرط الدكتور وسيم وهدان في مجتمع الموظفين بسهولة ، رغم أنه واحد منهم وتربى وسطهم وعاش نفس حياتهم وانطبعت عليه نفس طباعهم ، لكنه ظل متأثراً بحياة والده رحمه الله وكان أستاذاً فاضلاً ، اقتدى به وسلك طريقه للجامعة ونال درجة أستاذ وخبير ومشرف على الدراسات ، ولعل هذا ما جعله شخص مختلف عن غيره خاصةً في ثقافته التي باتت تجمعنا أكثر من معرفة العمل كأحد قيادات قطاع البترول .
——————
كنت أظن فى البداية أن هناك نوعاً من الكبر لدى وسيم وهدان فى التعامل مع الغير ، لكني أدركت فيما بعد أن هناك أشخاص مثلهم مثل الأطباء النفسيين ، هم ليسوا مجانين ولا بعيدين عن الناس ، لكنهم أشخاص حالمون يعيشون حياة المثالية ويطلبونها لغيرهم ولمجتمعهم ولأوطانهم ، ومع كثرة خيبات الأمل التي يصابون بها من عدم الإصلاح تحولوا لأشخاص مختلفين ، وربما وضعهم هذا في مأزق مع الناس الذين يرونهم أشخاص غير طبيعين وغير مندمجين مع المجتمع .
—————-
والحقيقة أن هذه هي الحقيقة ، فأصحاب الفكر أياً كانت مناصبهم يميلون إلى التعامل مع أنفسهم أكثر من غيرهم، هم يؤمنون أن الشخص الوحيد الذي يستحق صداقتهم هو الشخص ذاته ، إذاً لا داعي للتعامل مع الغير ، ويصلون لمرحلة الانعزال والوحدة ، بعدها يرددون : دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر .
——————-
ويعترف الدكتور وسيم وهدان بذلك، ربما أنه يشعر بالخطأ فيما مضى، وربما عوامل السن والتركيز وتخطي أزمة منتصف العمر هي ما جعلته يرى في نفسه إنسان كان متكبراً فى السابق ، وهذا من اللطف ونقاء السريرة، أن تجد من يعدل عما يراه في ذاته كان سلبياً ، ويعيد بناء شخصية جديدة قادرة على التعامل حتى مع أراذل الناس ، وللعلم هنا دور كبير فى تحول الشخصية دون الإخلال بمقاييس القوة والضعف .
———————
كنت أتمنى أن يظل كيان شركة OGS قائماً ومدعوماً ويتولاه الدكتور وسيم وهدان ، لكن قدر الله وما شاء فعل ، والذين اتخذوا العلم منهجاً لهم يستطيعون العطاء في كل مكان ، غير أن ذلك كان من الممكن أن يكون نقطة تحول داخل القطاع لو تحقق ما كنت أتمناه .
————————
ربما كانت مرحلة الإندماج الحقيقي للدكتور وسيم وهدان عندما تولى رئاسة شركة بتروتريد ، فوجد أنه لابد من الإنخراط بين البشر ومسايرة العمل ، لكنه راح بكل سهولة يسخر ما تعلمه وما عايشه مع عائلته فى الداخل والخارج للعمل والعاملين ، وهاهي بتروتريد التي عانت من صورة سلبية وانطباعات ظالمة تتغير للأحسن والأفضل ، فقد خلق الدكتور وسيم وهدان فرص عمل حقيقية داخل الشركة فانقلبت الموازين ، وأصبحت بتروتريد الشركة الأولى الموردة للسيولة النقدية لهيئة البترول يومياً متخطيةً بذلك شركتي التعاون ومصر للبترول .
——————-
وبعيداً عن الأرقام ، فإن منظومة تحصيل الغاز الطبيعي ، تفوقت على منظومات خاصة كثيرة دشنت بالملايين ، وأصبح المواطن لديه خيارات كثيرة في قراءة عداده ودفع فواتيره وهو جالس في مقعده حتى دون أن يدخل أحد منزله .
كما تضاعفت نسب التحصيل ووصلت لأعلى مستوياتها منذ تأسيس الشركة ، وباتت بتروتريد الدرع والسيف في تجميع الزيوت المستخدمة وزيوت السفن، واقتنصت كافة موانئ الجمهورية .
————-
ومع التوسع في أعمال الغاز الطبيعي ، تبرز أهمية بتروتريد كأحد الركائز الأساسية لقطاع البترول ، ففي كل محافظة ومركز وقرية ونجع وعزبة تجد موظف بتروتريد ، ولو عينوني وزيراً للإعلام لاستعنت بموظفي بتروتويد كمراسلين في كل شبر من أرض ، ساعتها سأصنع رسالة إعلامية من على الأرض وليس من داخل الاستديوهات المكيفة بمذيعين يثرثرون كثيراً دون فائدة ، وسأعيد أمجاد خميس أبو العافية وطارق عبدالجابر والدكتور سيد علي وسامي عماره للتليفزيون المصري .

#حكاوي_علام




تم نسخ الرابط