أسامة كمال ينعى وفاة د مصطفى الرفاعي ويسرد سيرته الذاتية
16
أسامه كمال ينعى وفاة د مصطفى الرفاعي ويسرد سيرته الذاتية
إنا لله وإنا اليه راجعون
ببالغ الحزن والاسي، انعي الأب والمعلم والقدوة الدكتور مصطفي الرفاعي - مؤسس شركة إنبي ووزير الصناعة والتنمية التكنولوجية الاسبق، والذي وافته المنية بعد رحلة عطاء وجهاد وبناء طويلة .
ولد الرفاعي في بيت يُجلُّ العلم والعلماء إجلالاً لا مثيل له. فوالده كان طبيبًا أتم دراسة الطب وحصل على دبلومة في البكتريولوجي عام 1926 من جامعة فيينا. أما جده لوالده فكان أميرالاي في الجيش المصري، وكان متأثرًا بحياته العسكرية إلى حد بعيد. وجده لوالدته هو حافظ بك عابدين، وهو ممن درس القانون في السوربون بباريس، وكان عضوًا بارزًا في حزب الوفد، ودخل مجلس النواب عنه. أما والدته فقد دخلت جامعة القاهرة للدراسة بكلية الآداب عام 1932، وهو العام الذي تزوجت فيه من والده.
التحق عام 1939 بمدرسة الخديوي إسماعيل بشارع نوبار، ومنها حصل على شهادة التوجيهية قبل أن يكمل 16 عامًا. فيما بعد التحق بكلية الهندسة قسم الهندسة الكيماوية، وكان عدد أعضاء القسم 7 أعضاء فقط؛ لأن معظم الطلبة يفضلون الهندسة المدنية أو الميكانيكا. عندما تخرج مصطفى الرفاعي عمل كمهندس بوحدة تقطير معمل تكرير البترول الحكومي بالسويس. في العام التالي سافر إلى إيطاليا للتعرف على أكبر معامل التكرير هناك، وتعلم اللغة الإيطالية، وقام بإجراء أبحاث عن استخلاص العطريات بمركز الأبحاث البترولية.
استهوت حياة البحث العلمي المهندس الشاب، فسافر في عام 1956 إلى الولايات المتحدة، حيث قضى 5 سنوات كاملة في جامعة أوكلاهوما، يدرس هناك الهندسة الكيماوية، وكان وقتها حاصلا ًعلى إجازة سنوية من عمله، إلا أنه فوجئ بإلغاء الإجازة، واضطرت القنصلية المصرية في شيكاجو إلى عدم تجديد جواز سفره؛ وهو ما دفعه إلى البحث عن عمل في الشركات الصناعية الأمريكية حتى يتمكن من الإنفاق على تعليمه. بعد مقابلات عديدة اختير مصطفى الرفاعي للعمل في شركة “,”ديبونت“,”، وهي شركة أمريكية تعمل في مجال الاختراعات، وقد بلغ عدد منتجاتها عام 1960 نحو 400 منتج مبتكر حديث، بدءًا من الألياف الصناعية وحتى المفرقعات ومعدات البترول.
ومما لا يعرفه كثيرون أن مصطفى الرفاعي قام هناك باختراع مادة حرارية تستطيع مقاومة التآكل عند درجات الحرارة المرتفعة بأفران الصلب، وسجل الاختراع في الولايات المتحدة باسمه في إبريل عام 1966 تحت رقم 3248241.
في عام 1965 التقى الرفاعي بهلال، الذي كان وقتها مديرًا للتكرير بهيئة البترول، ودعاه للعودة إلى مصر، وصدر بالفعل عام 1966 قرار بتعيين “,”الرفاعي“,” مديرًا للتطوير والتكنولوجيا في شركة السويس للبترول؛ وهو ما شجعه على العودة إلى مصر ببرامج طموحة وصلاحيات جديدة يمكنه من خلالها تحويل أحلامه إلى واقع حي. وفيما بعد تولى إدارة شركة “,”إنبي“,”، وتم خلال رئاسته لها لمدة ١٢ عاما حققت فيها انجازات واسهامات غير مسبوقة، لتصبح اول شركة هندسية مصرية بنكهة عالمية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
قطع شوطا كبيرا ابان تولية وزارة الصناعة والتنمية التكنولوجية في محاولات تطويرها، الا ان الظروف السياسية في حينه لم تمكنه من تحقيق احلامه في رفع كلمة الصناعة المصرية.
رحم الله هذا الرجل العظيم وأثابه عنا خير الجزاء لما قدمه لنا ولوطنه