للاعلان

Fri,29 Mar 2024

عثمان علام

د عزة سامي تكتب: منازل بلا أبواب –اتفرج شوف

د عزة سامي تكتب: منازل بلا أبواب –اتفرج شوف

06:23 pm 15/05/2023

| رأي

| 1094


أقرأ أيضا: انبي بطل العرب لتنس الطاوله للمره الثانية على التوالي

د عزة سامي تكتب: منازل بلا أبواب –اتفرج شوف
 

منازل بلا أبواب يُسمح للجميع بالدخول في أي وقت دون قيود. الآن من السهل جداً التجول في منازل الآخرين ومعرفة تفاصيل حياتهم، بل يمكن التعرف على ما بداخل الغرف والخزائن المغلقة. صيحة من صيحات هذا الزمان، إنها وسائل التواصل الإجتماعي أو الإعلام الإجتماعي “social media” وما تصدره لنا من وجوه مألوفة وأخري غير مألوفة بمواضيع في كل المجالات، بعناوين جذابة وأخري متدنية . أي موضوع متاح، والكل يعرف، ويشرح، ويقدم المشورة. في النهاية من هم ومن أين أتوا، لا نعرف ولكنها تجارة المشاهدات والإعلانات. من الإنصاف عدم تعميم ما يُبث على منصات التواصل الإجتماعي، فهناك المحتوي المؤثر والهادف من ثقافي، ديني، رياضي، وإجتماعي وغيرها. ومن المحتوي فحَدِث ولاحرج، قد يصل لدرجة الابتذال.
 
نتناول اليوم فئة معينة يتم تقديمها على منصات التواصل الإجتماعي، حيث انتابني الفضول لتصفح إحدي مقاطع الفيديو القصيرة“Reels” الموجودة علي.“Facebook” فور الإنتهاء وجدت سيلاً من مقاطع متنوعة لأشخاص يحملون عناوين علي سبيل المثال: روتيني اليومي لتنظيف المنزل، أحلي أكلة من أم فلان، ماذا اشتريت لتحضير ألذ طبق حلويات، تعالوا شوفوا ترتيب دولابي، أتفرجوا علي سجاجيد منزلي، وغيرها من المقاطع المنتشرة والتي تُفتح تلقائاً واحدة تلو الأخري. حتي الأطفال لم يسلموا من تحديات الأكل، والرقص، والمواقف الحياتية. الكل يصنع فيدوهات وينشرها. يعملون تحت مسمي "وماله"، المهم هو عدد المشاهدات والإعلانات والتربح. ويبدو من وفرتها أنها تؤتي ثمارها. يصرحون بحياتهم كما لو أن كلمة "الخصوصية" محيت من القاموس.
 
هذا ما صادفته حسب تصفحي، ويبدوا أن هناك المزيد في مجالات أخري وما خفي كان أعظم. أكرر، البعض منها هادف وغير مُسف وقد يكون عن محتوي مفيد من أجل تقديم معلومة مفيدة في مجال ما، أو للعمل كمهنة من خلال تقديم محتوي لائق. بل نتحدث عن محتوي بعينه، يسمح مقدموه لأعين الغرباء أن تتفحص منازلهم ولا يمانعون في مشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية في أي وقت. اقتحام لخصوصية المنزل والأسرة بمحتوي عبثي مكرر، كمنازل بلا جدران وحياة علي المشاع. مهنة التربح والشهرة والغاية تبرر الوسيلة. وما أنت إلا مجرد رقم في عدد مشاهدات ليجني ربحاً منك، وتخسر من وقتك وواقعك الحقيقي لتعيش واقعاً افتراضياً للآخرين خلال روتينهم اليومي.
 
كان الله في عون الأجيال الجديدة، فهم ما بين تحديات قبول القيم والمبادئ الأصيلة، التي هي أشبه بالطلاسم بالنسبة لهم، وبين مجاراة الواقع والحياة المستحدثة التي يلمسونها كل لحظة. إلا من رحم ربي. ( اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن).
 
إن قدر الله لنا في العمر بقيه، فربما لنا في الحياة لقاء .....

أقرأ أيضا: أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟