كلمتين ونص...ليس بمنتجات "أرامكو" وحدها يوفر البترول المنتج ؟؟
6
عثمان علام:
في الكثير من الأزمات يظهر دور الإعلام ساكباً الزيت على النار ، وأُجزم أن الإعلام كان له دور بارع في إفساد ذات البين بين مصر وبعض الدول ، وقد يعود ذلك إلى عدم مراعاة من يكتبون حساسية المواقف السياسية التي تبني عليها المواقف الإقتصادية ... وإذا أخذنا أزمة "أرامكو" وهيئة البترول كمثال ، سنعرف أن الإعلام هو من أشعل الموقف ...وبعيداً عن حجب الشركة السعودية منتجاتها عن مصر ، فهذا أمر متعلق بأقتصاديات المملكة ، والتي ليست ببعيدة عن الأزمة الإقتصادية التي تضرب العالم ، فما يهمنا كمصريين أن المنتجات متوفرة في السوق ، ولا أحد يشتكي من عدم وجود البنزين أو السولار أو البوتاجاز ، خاصةً وأن هيئة البترول تلبي إحتياجات الدولة من إستقدام الشحنات من دول عديدة ، ومدفوعة الأجر ، فلايهم إذاً من أين تأتي المنتجات ...وإذا أفترضنا أن "أرامكو" كانت تضخ المنتجات بالآجل ، وأنها أمتنعت لأسباب تخصها ، فأرى أننا ساهمنا كإعلام في زيادة وإستفحال هذه الأسباب حتى ولو كانت بطريقة غير مباشرة ، لكن كثرة الكلام في الموضوع واللت والعجن جعل صحافة الفيس بوك الأكثر رؤيةً ومشاهدةً وقراءة ومطالعة تكتب مايكتب ومالا يكتب عن السعودية ، فمرةً يظهرون صورة لملك السعودية الأسبق وهو يقف مسترجياً مصر للحصول على سترة الكعبة ، ومرة يظهرونه وهو واقف والملك فاروق جالس في إشارة لإهانته ، ونسي هذا الإعلام الفيسبوكي أن رئيسنا العظيم عبدالفتاح السيسي إنحنى بحب وإحترام لتقبيل رأس الكبير الملك الراحل للسعودية ، هذا الموقف لم يكن ضعفاً ولا تخاذلاً ، وإنما كان تكرمةً من صغير في السن كبير في المقام تجاه رجل عجوز جاء إليه بطائرته ليسلم عليه ومنعه كبره من الوقوف أو النزول ، لمم نتعلم الدرس من الرئيس ، وظل البعض منا ينفخ في الرماد حتى اشتعلت النيران الراكدة ، ونأتي في النهاية لنحكي ونكتب عن الأسباب التي دفعت السعودية وأرامكو لوقف الشحنات ، علينا أن نعطي وزير البترول ورئيس الهيئة فرصة ليعملوا ، فلسنا نحن أعلم منهم بالإحتياجات البترولية ، ولسنا نملك الأسرار والمفاتيح التي سنحل بها مشكلة الشرق الأوسط ، ولنعلم جميعاً أن المسئول في وقت الأزمات إذا تكلم كثيراً فإنه لن يعمل ، لكن إذا سكت مع مراقبة تحركاته فسيكون إنجازه أكبر ، وأرى أن الطارقين "الملا والحديدي" أشد حرصاً منا جميعاً لتلبية إحتياجات مصر من منتجاتها البترولية ، سواءً من "أرامكو "أو من الجن الأحمر ، فلسنا في وقت نملك فيه رفاهية السؤال وسرعة الإجابة!!!